ساهم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي تشهده البشرية بعلاج كثير من الأمراض الفتاكة والقاتلة، والتي يدعي البعض أنها لم تكن معروفة في وقت من سبقونا، أو لم تكن منتشرة بهذا الشكل في العصور السابقة. ويعتقد كثيرون أن هذه الأمراض سمة هذا العصر بما فيه من سرعة ترافقت مع التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات؛ وظهور سلوكيات وأنماط الحياة الحديثة من عادات غذائية مرهقة ومكلفة صحياً، بجانب قلة الحركة بسبب الرفاهية وتوفر وسائل المواصلات الحديثة، وتزايد ضغوط الحياة النفسية والعصبية. وتنقسم تلك الأمراض لثلاثة أنواع منها الخفيفة وهي كثيرة الانتشار ويعاني منها الأغلبية كآلام الظهر والقرحة والحموضة والصداع، والمتوسطة والتي قد تشكل عبئاً جسدياً ونفسياً على المرضى كالقولون العصبي والاكتئاب والربو وآلام المفاصل والروماتيزم، والأمراض شديدة الخطورة مثل السمنة والضغط والسكري والفشل الكلوي والزهايمر وأنواع السرطانات. وفيما كان ينسب بعض الناس إصابة المرء بالمرض لقوى خفية كالجن أو العين أو الحسد، فيترك لرحمة الله أو التوجه للرقاة والمشعوذين دون التدخل الطبي! باعتبار أن السعي لعلاجه يأتي من باب عدم التوكل على الله أو ضعف اليقين؛ صار المتنورون بالعلم منهم يقومون بالتحليل المخبري والكشف عن أمراضهم بواسطة الأجهزة الطبية المتقدمة، وأصبحوا على علم وإدراك ووعي تام بالعلاج. ويمثل «السكري» المرض الأول في البلاد النامية، وقد وصلت نسبة الإصابة بهذا المرض الخطير حوالي30% في دول الخليج العربي، حيث يصيب الإنسان لفترة طويلة دون اكتشافه، وينتج عنه اعتلالات خطيرة لجسد الإنسان. وتنفق المملكة 51 مليار ريال سنوياً على علاج المصابين بداء السكري وحده. وهذا المرض موجود منذ أمد بعيد ولكن الجهل به أو صعوبة اكتشافه هو ما جعل الكثير يعتقد أنه أحد أمراض هذا العصر. وتأتي أمراض السرطان بالمرتبة الثانية، حيث تعد أهم مشكلات الصحة العامة، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان في دول العالم الثالث بشكل مذهل خلال الخمسة والعشرين عاماً المقبلة، بحيث تضم هذه الدول ثلثي إصابات العالم! ولإثبات أن تلك الأمراض ليست أمراض عصر بقدر ما هي أمراض جهل؛ فإنها عادة تتركز في بلاد العالم الثالث الأقل وعياً أو الفقيرة والأضعف إمكانيات وقدرة على الكشف والعلاج، أو عدم اتباع السلامة الغذائية والإصابة بالسمنة التي تفتك بالناس. وكي لا نستسلم لها باعتبارها (أمراض عصر)؛ فإنه من المجدي الكشف الدوري واتباع الطرق الغذائية المناسبة والسعي لتناول الغذاء العضوي بعيداً عن الكيماويات الضارة. مقالات أخرى للكاتب الخطاب والإرهاب! خارج الدوام، الغنيمة الباردة ! يوم القراء الحادي والثمانون وهل كانت السيدة فاطمة عاراً على والدها؟! تنافسية القطاعات، والتحول الوطني
مشاركة :