احتشدت المشاعر الحزينة في عموم الوسط الإعلامي السعودي بعد رحيل أحد رواد الإذاعة المذيع بندر الدوخي -رحمه الله- فجر أول أمس؛ حيث سجل إعلاميون مشاعرهم تجاه المذيع والشاعر الراحل ورؤيتهم لمسيرته العملية المميزة ولبرامجه الإذاعية التي لا تنسى. وكانت البداية مع عبدالعزيز الزاحم مدير إذاعة الرياض الذي وصف رحيل الدوخي بالخسارة الكبيرة، مضيفاً: "من المحطات الجميلة في مشواري الإذاعي هو الاشتراك مع الأستاذ بندر الدوخي -رحمه الله- في إنتاج أكثر من عمل إذاعي في إذاعة الرياض مثل: البرنامج الشعري "غرشة عطر" والبرنامج الوجداني "أرجوحة قلب" كمخرج لهذين البرنامجين اللذين استمر إنتاجهما لعدة سنوات أنتجنا خلالها مئات الحلقات من كل برنامج. ولذلك أعتبر نفسي من المحظوظين بالعمل مع قامة إذاعية يمتلك جميع المواصفات التي يندر أن تجدها في شخص واحد". وأشار الزاحم إلى أن الراحل امتاز بصوته الشجي "فقد وهبه الله صوتاً جميلاً شجياً أخاذاً، بالإضافة إلى الأداء الراقي والثقافة الواسعة والأخلاق الرفيعة والإحساس المرهف فضلاً عن الالتزام في المواعيد وهي الصفة التي يفتقدها كثير من الناس هذه الأيام. كان العمل مع الأستاذ بندر الدوخي -رحمه الله- ليس عملاً عادياً فعندما أخرج من الأستوديو منتهياً من إنتاج برنامجه أشعر بمشاعر لا أجدها بعد الانتهاء من برامج أخرى. والحقيقة أنني كنت أشعر بمتعة لا حدود لها؛ لأنني أُدرك حجم البرنامج وجماله وكثافة مستمعيه". مؤكداً بأنه اتفق مع المذيع الراحل على إنتاج برنامج إذاعي يعود من خلاله إلى ميدانه الذي انطلق منه "حيث كانت لي معه مكالمة هاتفية جميلة قبل أكثر من الشهر وقد تم الاتفاق معه على إنتاج عمل إذاعي نعيد معه السيرة المبدعة لعمل إذاعي جديد ولكنه القدر ولا راد لقضاء الله". هذا وكان عبدالعزيز الزاحم قد أمر بتخصيص برنامج في إذاعة الرياض يروي سيرة المذيع الراحل قدمه المذيع عبدالمحسن الحارثي مساء أول أمس عبر إذاعة الرياض، تكريماً وتقديراً من الإذاعة لمكانة الراحل وقيمته في تاريخ الإذاعة السعودية. من جانبه قال سعد الجريس المدير السابق لإذاعة الرياض إنه عرف بندر الدوخي -رحمه الله- منذ أكثر من ثلاثة عقود "فقد عرفت أبا منصور منذ ثلاثين عاماً؛ حيث قدم معي دعاء شهر رمضان، واستمرت صلة التواصل بيننا حتى بعد أن عملت في الدمام وقد زارني في إحدى المرات في أستوديو الإذاعة في الدمام وكانت لنا جلسة لا تنسى مع نخبة من الأحبة". ووصف رحيل الدوخي بالخسارة التي لا تعوض "فقد فقدنا قامة إعلامية شامخة.. رحل من المكان لكنه باق في الأذهان ما بقي الزمان". فيما قال المذيع عبدالعزيز العيد مدير القناة الثقافية إن الراحل بندر الدوخي "كان مذيعاً مثقفاً وشاعراً بحق، وكان صاحب ذوق رفيع في اختياراته، وكان يكتب خواطر رفيعة"، مضيفاً بأنه كان يكتب في برامجه التي كان يعدها بنفسه بشكل احترافي، "فهو شاعر وكاتب منفتح عربياً وعالمياً". يذكر أن الراحل بندر الدوخي عرف ببرامجه الإذاعية الشهيرة "همس القوافي" و"بقايا الليل" و"أرجوحة قلب" و"صور الأمس" وكان صاحب بصمة خاصة في البرامج الشعبية بإلقائه المميز للشعر.
مشاركة :