سكتوا دهراً ثم نطقوا عجباً

  • 2/7/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

"أنا ومن بعدي الطوفان" كانت سياسة أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم وهم يرون سفينته تتجه قسراً للقاع بعد أن خارت منها القوى على مدى ثلاثة اعوام كان الجميع فيها قد تعاهدوا أمام الملأ على قيادته سوياً ولكن تفرق شملهم عندما أصبحت مصالحهم الشخصية هي الأولى بالرعاية فهم بين مدار للخلل حرصاً على منصبه وما يمنحه له من امتيازات ما كان يحلم بها وآخر يعتبر العمل مجرد خارج دوام ودخل إضافي ولا يعنيه ما يحدث فيه وإن احترق لذا لم يكن مستغرباً أن تنفرط سبحتهم في النقد اللاذع والضرب في كل اتجاه للظهور بمظهر الأبطال المغاوير الذين امتلكوا جرأة افتقدها غيرهم لقول الحق، ولكنه للأسف الحق الذي أريد به باطل فمن يختار التوقيت الخطأ للتصريح ليس بطلاً بل جبان يريد أن يلمع ذاته لعل بريق الأضواء لا يغادره فيحظى بمنصب جديد وما علم أنه مدان ومتهم بالتستر والكذب لإخفاء الحقيقة على الرغم أنه مؤتمن على عمله وما يدور خلف كواليسه بعيداَ عن عين المسؤول الأول فالساكت عن الحق شيطان أخرس وليس بطلاً ولو تصنع دور البطولة وأجاد في رمي التهم على غيره. حديث سلمان القريني الفضائي يمثل ما سبق ممن يتوهمون أن اعترافاتهم المتأخرة ستكون مظلة تحميهم من تبعات الإخفاق وتطهر أيديهم من الشراكة فيه ويخطئ كثيراً من يصفه بحديث الصراحة أو الشفافية ذلك أن جميع ما قاله معلوم لدى الجميع مشجعين وإعلاماً وكان من يتحدث به يعتبر مشخصناً للأمور لاعتبارات الميول فقط في وقت كانت العشوائية تتضخم والأخطاء تتراكم وتسد الأفق حد السقوط على الأصعدة كافة ولو كان كما يزعم مخلصاً وغايته الإصلاح لخرج إعلامياً فور اكتشاف أنه وجد في البيئة الخطأ أو قدم استقالته طالما أن ضميره حي وقلبه يتألم من الأوضاع التي زعم مؤخراً أنها سيئة لكنه بقي في منظومة العمل داخل الاتحاد يتنقل بأريحية يفيد ويستفيد ولا يعرف أو ربما لا يريد أن يعرف من أمره شيئاً لدرجة أنه اعترف أنه لا يدري من المسؤول عن المنتخب الأول لكرة القدم وهو ما يفضح ضبابية العمل في هذا الاتحاد ومسؤوليات أعضائه الذين يبدو أن اختيارهم ليس إلا لاعتبارات شخصية أو توصية بالإكراه من أنديتهم ليكونوا عيناً لها داخل أروقة اللجان. الصامتون المنتفعون الذين أجرى الله إدانتهم على ألسنتهم هم أول من يجب محاسبته قبل أن يغادروا مناصبهم ففي الوقت متسع لذلك شرط أن تتبع المحاسبة بتوصية بعدم تواجدهم في أي تشكيل قادم فمثلهم معاول هدم لمن يريد البناء الصحيح لكن من يحاسب من؟

مشاركة :