تشهد القارة الإفريقية تفككا بطيئا على طول خط الصدع هذا، حيث تبتعد الصفائح التكتونية عن بعضها بعضا، ويعتقد العلماء أن محيطا جديدا سيمر عبر هذه المنطقة خلال نحو خمسة إلى عشرة ملايين عاما. لكن في الوقت الحالي، تمثل منطقة الوادي المتصدع في كينيا مكانا للاستفادة من حرارة الأرض على نحو يحقق إلى حد كبير فعالية التكاليف. وفي المتوسط، يتعين على المهندسين في جميع أنحاء العالم الحفر بعمق من ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف متر تقريبا لإنشاء بئر للطاقة الحرارية الأرضية، لكن بعض الآبار في كينيا لا يتجاوز عمقها 900 متر، على حد قول مانجي. ومع ذلك، يجب على الشركات الكينية مثل KenGen سداد التكاليف الرئيسة مقدما. ويتطلب الأمر ما يقرب من 600 مليون شيلينج كيني "خمسة ملايين دولار" لحفر بئر واحد في المنطقة المحيطة بمتنزه "بوابة الجحيم"، بمتوسط طاقة قدره خمسة ميجاواط. وهناك حاجة إلى نحو 20 إلى 30 بئرا من هذه الآبار لمحطة كهرباء بسعة 140 ميجاواط. وبشأن أخذ زمام هذه المبادرة فقد كانت الطاقة المتجددة من أولويات الحكومة منذ تسعينيات القرن الماضي. وتفتخر كينيا بالفعل بأكبر مشروع للطاقة الشمسية في المنطقة وأكبر مشروع لطاقة الرياح في القارة. ويقول المهندسون إنهم يقومون حاليا بإنشاء أكبر محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية على وجه الأرض، أولكاريا 6، في متنزه "بوابة الجحيم". وقد استغلت كينيا ما يقرب من 950 ميجاواط من الطاقة الحرارية الأرضية حتى الآن، وهو ما يكفي لتزويد نحو ثلاثة ملايين و800 ألف منزل بالكهرباء، من خلال مجموعة من المشاريع التجارية المملوكة للدولة والمشاريع الخاصة. وقد قال توبياس راسموسن، ممثل صندوق النقد الدولي المقيم في كينيا: "إن البلد النامي الذي يتمكن من توليد 90 في المائة تقريبا من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة هو بلد فريد من نوعه". "ويمكن للطاقة المتجددة أن تكون محركا رئيسا للنمو في كينيا في المستقبل وتساعد على دعم مشاريع التنمية الاقتصادية ومعالجة مشكلات النقص في إمدادات التيار الكهرباء والحد من القطع المستمر". وقد تعهد الرئيس الجديد، ويليام روتو، بمواصلة تطوير هذه الطاقة الحرارية الأرضية والتحول إلى طاقة نظيفة بنسبة 100 في المائة بحلول 2030. وتشير تقديرات الحكومة إلى أن هناك عشرة آلاف ميجاواط من الطاقة الحرارية الأرضية غير المستغلة - تكفي لتلبية الطلب الحالي على الكهرباء في كينيا في فترة الذروة خمس مرات - منتشرة عبر 20 موقعا في منطقة الوادي المتصدع.