العودة إلى أروقة المساجد - د.عبدالعزيز الجار الله

  • 3/20/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعمل وزير الشؤون الإسلامية د. عبداللطيف آل الشيخ على تخفيض الطاقة المهدرة من المسجد التكييف والإنارة وعمر استهلاك التأثيث والفرش والسجاد في المساجد من خلال مشروع إنشاء قواطع زجاجية (ألواح) في مساحات المسجد غير المستخدمة في فروض الصلاة اليومية بالجوامع والمسجد، من أجل التقليل من العمل بالطاقة العالية الكهربائية دون أن يكون لها حاجة. جميع المصلين يلاحظون الطاقة العالية التي تعمل بها المساجد وبخاصة الجوامع في الصلاة اليومية دون صلاة الجمعة، وهو استهلاك كهربائي مهدر وزيادة أحمال في وقت الذروة خلال أشهر الصيف (6 و7 و8)، واستهلاك عمر لأجهزة الكهربائية من تكييف وإنارة وسجاد ومواد خام أخرى، في وقت لا أحد يستفيد منها أثناء الصلاة، والتي يمكن توفيرها لو تم التدبر والترشيد وبخاصة أن عدد الصفوف بالمساجد الكبيرة في الصلاة اليومية لا يتجاوز نحو صفين، قد تصل الحاجة لمساحة أقل من 20 في المائة من مساحة المسجد الكلية، بمعنى أن المساجد تعمل بالطاقة الكاملة، والحاجة لصفين من المصلين بمساحة تقدر 20 في المائة. فقد بادرت بعض المساجد والجوامع بوضع القواطع الزجاجية للتقليل من صرف استهلاك الطاقة، لكنها تبقى مبادرات شخصية، إنما المشروع الذي يعمل عليه الوزير عبداللطيف آل الشيخ مشروع شامل، وهذا يدعو إلى إقامة تشاور موسع شرعي وهندسي في إعادة النظر في التعديلات والتصميم الداخلي للمساجد الواسعة، ثم العودة إلى التصميم الذي تعمل عليه العديد من المساجد الكبيرة في التأكيد على إنشاء الأروقة و(المجنبات) الجانبية أو السقيفة والساحات الأمامية، لإقامة الصلاة اليومية في حيز الأروقة أو الأروقة الجانبية داخل ما يعرف ببيت الصلاة إذا كان عدد المصلين محدوداً دون الحاجة إلى فتح المسجد والجامع كاملا واستهلاك الطاقة العالية من الكهرباء والتأثيث. هذا النمط من العمارة كان مستخدما في العمارة الإسلامية التاريخية وحتى في الطراز المعماري في العمارة التقليدية، ويمكن العديد بيننا قد عاش بعض هذه المرحلة الصلاة في الساحات الأمامية للمساجد في أشهر الربيع والخريف واعتدال الجو، كما أن الأروقة ذات الأعمدة الخارجية كانت للصلاة في أواخر الشتاء وأوائل الصيف في المناطق الحارة، أما في المناطق المعتدلة أو التي تميل للبرودة فإنها باستمر تقام الصلاة في الأروقة والساحات، ماعدا وقت الأمطار، كما يقام بها حلقات القرآن والتدارس والتوعية التثقيف الديني. ويمكن الاستفادة هندسيا من طراز الحرمين الشريفين فالمسجد الحرام في مكة المكرمة، وفي المسجد النبوي في المدينة المنورة هما أفضل الطرز المعمارية في المساجد للإسلامية، وهما النموذج الأفضل للرواق (الأروقة) يمكن الاستفادة من التخطيط والتصاميم العمرانية للخروج بحلول أنسب للمتغيرات الجوية وتوفير الطاقة العالية.

مشاركة :