أكد خلفان جمعة بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن دبي تمتلك رؤية متكاملة لاستشراف وتخيل المستقبل والاستفادة من فرصه الواعدة، مشيراً إلى أن الاستعداد لتحديات المستقبل من خلال استشراف فرصه الواعدة وتعزيز الجاهزية لتحولاته المتسارعة، من أهم ركائز تحقيق النجاح والتميز في مختلف المجالات، مشدداً على أهمية التخطيط الاستشرافي لمواكبة المتغيرات وتطوير استراتيجيات مستقبلية قائمة على تحديد الأولويات وسبل تحقيق الأهداف المرجوة لتنمية كافة القطاعات. وقال في حواره مع «البيان» ، إن مؤسسة دبي للمستقبل حريصة على تعريف الحكومات والمجتمعات بأهم الفرص الواعدة من خلال تقاريرها الاستشرافية والبحثية، والتي كان آخرها «تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية لعام 2023» الذي تم إطلاقه خلال «القمة العالمية للحكومات»، وأتاح الفرصة لضيوف القمة للتعرف على أهم التحولات التي ستحدث أثراً واضحاً على الاقتصادات والمجتمعات خلال السنوات والعقود المقبلة. تقارير استشرافية وأوضح أن نشر المحتوى المعرفي ركيزة أساسية من الركائز الاستراتيجية لـ«مؤسسة دبي للمستقبل» التي تهدف إلى تعزيز مكانة دبي رائدة كواحدة من أفضل مدن العالم استعداداً للمستقبل تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهاته بتوظيف مبادراتنا وبرامجنا لنشر المعرفة والتعريف بأحدث التوجهات من أجل مستقبل أفضل للبشرية، حيث تعتبر جهود فريق الأبحاث والدراسات واستشراف المستقبل لدى المؤسسة في تطوير الأفكار وإعداد التقارير، ركيزة رئيسية في إطلاق مبادراتها ومشاريعها المتنوعة، كما أن المنصات والتجمعات العالمية التي تستضيفها المؤسسة مثل «منتدى دبي للمستقبل» أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، تلعب دوراً كبيراً في تنفيذ هذه الرؤى، وبهذا يكون لدينا آلية متكاملة لاستشراف وتخيل المستقبل وتطوير الأفكار والتصورات المستقبلية من أجل إطلاق مبادرات واستراتيجيات تعزز ريادة دبي ودولة الإمارات في الاستعداد للمستقبل. 5 قطاعات وقال: في هذا السياق، يأتي نشر تقرير «50 فرصة عالمية» الذي طرحته المؤسسة وأتاحته لعامة الجمهور للتعريف بالفرص المستقبلية في 5 قطاعات رئيسية هي الصحة، وتمكين المجتمعات، والابتكارات المستقبلية، والتعاون، والطبيعة والاستدامة.. ونأمل أن تساهم التقارير والمنشورات الصادرة عن «مؤسسة دبي للمستقبل» في دعم المجتمع العلمي العالمي، وتمكين الباحثين والأكاديميين والطلبة وخبراء استشراف المستقبل ومختصي السياسات والاستراتيجيات للاستفادة من خارطة التوجهات والتوقعات التي نضعها أمامهم. وأشار إلى أن كثيراً من الأفكار المبتكرة والمشاريع الإبداعية بدأت على الورق، وأصبحت بعد سنوات اتجاهات عالمية سائدة، من الكتابة إلى الطباعة إلى المحرك البخاري والسكك الحديدية والسيارات والطائرات، وصولاً إلى الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والواقع الافتراضي والمعزز والممتد والميتافيرس، وغيرها الكثير من الابتكارات التي حددت ملامح المجتمعات البشرية. توجهات كبرى ولفت الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، إلى أنه توجد العديد من التوجهات الكبرى التي ستشكل مسارات مستقبلية مركزية لعمل الحكومات والمؤسسات وقطاعات الأعمال والشركات على مستوى العالم، وهناك تعريفات مختلفة للتوجهات العالمية الكبرى، غير أنها تتلاقى جميعاً في أن تلك التوجهات معقدة وكبيرة ومترابطة فيما بينها، موضحاً أن التوجهات الكبرى المذكورة في «تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية» تزود صانعي القرار برؤية شاملة للفرص المتاحة في سياق تحقيق النمو والازدهار وتحسين جودة الحياة. وأضاف: من أبرز التوجهات العالمية الكبرى التي يمكننا الحديث عنها تطور تقنيات الطاقة، وتعزيز إدارة النظم البيئية، ونمو اقتصادات الأعمال المستقلة، وتسارع الانتقال إلى الواقع الرقمي الجديد، والتعايش مع الروبوتات، وإعادة تحديد الأهداف الإنسانية، وتنامي الاهتمام بالصحة المتقدمة والتغذية، وثورة المواد، وانخفاض تكلفة البيانات الخام، وتنامي الثغرات التكنولوجية الأمنية.. وهي توجهات تفتح الباب واسعاً أمام مبادرات البحث والتطوير وغيرها من البرامج المستقبلية مثل «برنامج دبي للبحث والتطوير» الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، بما يعزز مكانة دبي وجهة عالمية للباحثين والمبتكرين وخبراء ومستشرفي المستقبل. ثقة ومرونة وأكد بالهول أن الاستغناء عن الترتيب التقليدي للصفوف الدراسية يمكن أن يسهم بتزويد طلاب المرحلة الثانوية بالثقة والمرونة، وتعزيز صحتهم النفسية، وبتمكينهم من استكشاف الإمكانات المستقبلية واتخاذ قرارات قائمة على المعرفة، ضمن بيئات تتكيف مع احتياجاتهم الشخصية بالكامل وتقدم لهم معرفة متنوعة. وقال إنه من الطبيعي أن يواصل التعليم الابتدائي تركيزه على تعلم أسس القراءة والكتابة والرياضيات والتواصل ومهارات التفكير النقدي، وهي كلها مهارات ضرورية لاكتساب المعرفة. ولكن في المقابل، بإمكان المدرسة الثانوية أن تركز على تقديم تجربة تعليمية مخصصة تلائم احتياجات كل فرد، وتشجيع الطالب على تطبيق المهارات المعرفية التي اكتسبها وعلى التعمّق في المعرفة والتحليل، وبالتالي سيكون التعليم الثانوي أكثر مرونة من حيث عمق المعرفة وسرعة التعلّم ونطاقه، ودعم تطلعات الشباب وإمكانياتهم. ولفت إلى أن نتائج هذه التجربة التعليمية التي توفر بيئات مدرسية موثوقة وداعمة ومنظمة ستنعكس على نتائج الطلاب التي ستشهد تحسناً ملحوظاً، لا سيما فيما يتعلق بجودة حياة المراهقين وصحتهم الاجتماعية والعاطفية. كما ستُبنى علاقات الطلاب فيما بينهم، وعلاقاتهم مع معلميهم، على الاحترام والدعم، ومساعدة الطلاب على الاستعداد للتحديات الأكاديمية، أو حتى تحسين مرونتهم العاطفية. وأضاف: رغم تحسن معدل الوصول إلى خدمات التعليم منذ عام 2000 في مختلف أنحاء العالم، لا تزال هناك تحديات عديدة تواجه هذا القطاع الحيوي والأساسي، إذ إن هناك 244 مليون طفل حول العالم غير ملتحقين بالتعليم، وتتراوح أعمار نصف هذا العدد بين 15 و17عاماً .. وحتى في المناطق التي يتوافر فيها الوصول إلى التعليم، يظل السؤال الأهم هو هل تعمل منظومة التعليم على تحسين مخرجاته ويمكن من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة حسب احتياجات المعلمين وتحديد مخرجات التعليم المستهدفة، أن نوفر تجارب تعليمية مخصصة تزود الطلاب بالمعرفة الأساسية، وتمكنهم من تطبيق ما تعلموه في العالم الحقيقي، وتحسن قدراتهم وتزيد من وضوح خططهم ومهاراتهم في المستقبل. قطاع التصنيع وذكر الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن هناك فرصة بأن يؤدي التحول الرقمي الكامل للاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى ارتفاع في نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة لا تقل عن 46 % على مدى 30 عاماً، فضلاً عن زيادة فرص العمل في قطاع التصنيع بما يعادل 1.5 مليون وظيفة.. وهناك توجه عالمي نحو المزيد من خيارات العمل عن بُعد في ظل صعود الوظائف العابرة للحدود، وكل ذلك يعزز نمو اقتصاد الأعمال المستقلة في المستقبل القريب، حيث يعتقد ثلاثة أرباع المهنيين ورواد الأعمال أن العمل عن بعد سيكون الوضع الطبيعي الجديد، وأن 72 % من أصحاب العمل قد وضعوا سياسات أو يفكرون في وضعها لتمكين موظفيهم من العمل من موقع آخر على أساس مؤقت، كما أفاد 74 % من أصحاب العمل حول العالم في دراسة أجرتها «إرنست آند يانغ» عن استعدادهم لتوظيف موظفين يتمتعون بمهارات دقيقة أو نادرة من أي موقع يوجدون فيه، والسماح لهم بالعمل من أي مكان. ولحلول الرقمنة نصيب كبير في فرص الابتكارات المستقبلية كتحويل نظم العمل في شركات ومؤسسات إلى نظام العمل المرن أو الهجين أو العمل عن بُعد. وسيشكل العمال المستقلون نحو 10 % من مجمل العاملين بنظام العمل الحر العام الجاري. النظم البيئية وقال بالهول: لا شك أننا بحاجة لمزيد من الاهتمام بتعزيز العمل المناخي الدولي، وبالتزامن مع إعلان 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات التي تستضيف أيضاً مؤتمر الأطراف بشأن المناخ «كوب28» نهاية العام الجاري، يشكل موضوع إدارة النظم البيئية واحداً من أهم التوجهات العالمية الكبرى، والذي يعكس مدى أهمية هذه المسألة لمستقبل الكوكب والأجيال المقبلة. ونتوقع صعود الاستثمارات المباشرة الداعمة للعمل المناخي في المنطقة، لا سيما مع إعلان العديد من دولها استراتيجيات لتحقيق الحياد المناخي في العقود القليلة المقبلة، كما في إعلان الإمارات مبادراتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، والمملكة العربية السعودية والبحرين بحلول عام 2060، وإعلان سلطنة عُمان استراتيجية مماثلة. فرصة عمل وأضاف: تشير إحصاءات إلى أنه في حال أعطت الدول والشركات الأولوية للطبيعة والاستدامة في أعمالها وقراراتها، فقد يدر ذلك 10 تريليونات دولار سنوياً من عائدات الأعمال، وسينتج عن ذلك 395 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030، كما تشير إحصاءات إلى أن الغابات تمتص 16 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، لكن نصفها يعود إلى الغلاف الجوي بسبب قطع الأشجار أو اندلاع الحرائق. وأسفرت خسارة أجزاء من الغابات الاستوائية عام 2021 عن انبعاث 2.5 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون. وأعرب عن تطلعه إلى استثمار فرص مستقبلية عالمية في مجال الطبيعة والاستدامة مثل إعادة بناء الطبيعة، وإحداث تغييرات جذرية في صناعة السيارات والمركبات، وتصميم خطط مئوية لكوكب الأرض، والعمل على تسهيل الترميم الذاتي لغلافنا الجوي، واستعادة الغطاء الجليدي للكوكب، وتسريع خطط وخطوات تحقيق الحياد المناخي، والاستثمار في تقنيات تنقية الهواء من الجسيمات الدقيقة، وتقليل اعتماد الزراعة على المياه. الطاقة المتجددة وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، إلى أن القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة سترتفع بما يزيد على 80 % بحلول عام 2026 مقارنة مع العام 2020. ومن المتوقع أن يتم توليد 60 % من كهرباء العالم من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035. وقد يكون المستقبل أيضاً لطاقة شمسية يتم تجميعها في الفضاء الخارجي من خلال أقمار صناعية ذكية، حيث يمكن لقمر صناعي واحد يعمل بالطاقة الشمسية أن يولد نحو 2 غيغاواط، أي ما يعادل استطاعة 6 ملايين لوح شمسي على الأرض.. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على البطاريات بـ35 % من الآن وحتى عام 2030، بنتيجة ارتفاع الطلب على المركبات الكهربائية، فيما تتواصل أبحاث تقنيات الدفع البديلة القائمة على البطاريات والهيدروجين في قطاع الطيران لتعزيز جدواها.. وهذا كله يعني تطوراً أفقياً وعمودياً في تقنيات الطاقة. أبرز الفرص في قطاع الصحة أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن المتوقع ارتفاع الإنفاق العالمي على الرعاية الصحية إلى 12 تريليون دولار بحلول عام 2024، كما تم تمويل مشروع الجينوم البشري بـ4 مليارات دولار من قبل صناديق استثمارية عامة. وقال: من الفرص التي يركز عليها «تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية» في مجال الصحة أبحاث تصميم درع لحماية الجسم من آلام الظهر والعظام والمفاصل، والاستثمار في الأنسجة الحيوية المتجددة، والاستفادة من البرمجة الحيوية في استبعاد أمراض الوراثية، وإنهاء حالات انتظار المرضى في المستشفيات والمراكز الصحية بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي. تحولات نوعية وأوضح خلفان بالهول أن الابتكارات المستقبلية واعدة ومطلوبة وفرصها كثيرة فيما تسعى لإحداث تحولات نوعية في العديد من القطاعات الحيوية. ومع توقع ارتفاع قيمة سوق التجارة الإلكترونية من 3.3 تريليونات دولار عام 2022 إلى 5.4 تريليونات دولار عام 2026، وبعد أن مثلت تلك التجارة 20 % من مبيعات التجزئة في العالم بنهاية العام الماضي مقارنة بـ10 % في عام 2017، يمكن لابتكارات المستقبل أن تسرّع النمو في الاقتصاد الرقمي، وتعزز فرص القطاعات المرتبطة. وأوضح أن هناك حاجة لتطوير التشريعات المرتبطة بالواقع الرقمي والجيل الثالث من الويب، مع صعود التحول الرقمي الشامل، ووجود توقعات بنمو تقنيات ناشئة بشكل هائل كالحوسبة الكمومية التي تشير توقعات مبدئية إلى أن حجم سوقها سيصل عام 2040 إلى 93 مليار دولار.ومن الفرص الواعدة في مجال الابتكارات المستقبلية إنشاء محطات فضائية لتجميع الطاقة، وتعزيز الابتكار في علم المحاسبة بالاستفادة من ابتكارات كالحوسبة الكمومية وغيرها. مواد مبتكرة تحد من آثار تغير المناخ أوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أنه سنشهد في المستقبل القريب ظهور العديد من المواد المبتكرة التي تحد من آثار تغير المناخ، وأشباه الموصلات، ومنتجات علوم الأحياء التركيبية، وتقنيات النانو، والمواد الكربونية الخضراء، والبوليمرات، وأنواع الوقود البديلة، وغيرها من المواد الواعدة. وهي في الواقع مواد ذات قيم اقتصادية ومعرفية وعملية نوعية. ويكفي أن نعرف أن الأثر الاقتصادي المباشر لتطبيقات علوم الأحياء التركيبية في قطاعات الصحة والاقتصاد الحيوي والأخضر وغيرها يقدر بقيمة 4 تريليونات دولار للسنوات العشر إلى العشرين المقبلة. أما سوق أشباه الموصلات فمن المتوقع أن ينمو حتى 190 مليار دولار بحلول عام 2030. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :