الإسماعيلية للأفلام التسجيلية يتوج 'حياة مثل غيرها'

  • 3/21/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - فاز فيلم "حياة مثل غيرها" للمخرجة الفرنسية المقيمة في بلجيكا فوستين كروس بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي اختتم دورته الرابعة والعشرين الاثنين. وقالت لجنة التحكيم عن الفيلم الذي نال ثلاثة آلاف دولار "من خلال تجميع ذاتي للقطات عائلية ومواد تم تصويرها حديثا، حولت المخرجة سردا شخصيا إلى عمل سينمائي فريد، وخلقت صورة لعائلة مثل غيرها ليست كاملة". وتابعت "هو فيلم رائع يمزج الحميمية والبعد الاجتماعي بالحنين والفكاهة، يملأ هذا الفيلم فراغا في السينما من خلال استكشاف الموضوع المعقد للاكتئاب وتحديات الأمومة، ويتناول العلاقة المتوترة بين تصوير الحياة وعيشها، وما يمكن أن تقدمه السينما من إجابات على أسئلة تحيرنا في الحياة". وتدور أحداث "حياة مثل غيرها" وهو من إنتاج بلغاري – فرنسي ومدته 68 دقيقة عن أب يُخلد حياته مع أسرته من خلال تسجيل كافة اللحظات المرحة على شرائط فيديو، والتي كانت تبدو حياة مثالية سعيدة، لكن تعود الابنة بعد فترة لمشاهدة هذه المقاطع، فتشاهدها بعين مختلفة، حيث ترى وجها جديدا لأم عانت فقدان حريتها تدريجيا. وكشفت فوستين كروس خلال ندوة أقيمت بعد عرض الفيلم في المهرجان أن "(حياة مثل غيرها) واقعي ومستوحى من حياتها الشخصية وعلاقة والدتها بالعائلة". وأضافت "باختصار يتمحور الفيلم حول نقطتان رئيسيتان وهما الاكتئاب والحرية، ويسلط الضوء على أن الإنسان غير الحاصل على حريته بالطريقة التي يفضلها لا يستطيع أن يتجاوز حياته ويعيشها بسعادة". وأوضحت أن "الفيلم يعبر عن المرأة في كل أنحاء العالم وأنها دائما مستهلكة ومشتتة بين حياتها العملية والأسرية ويجب أن تحصل على حريتها كي لا تفقد الرغبة في حياتها مثلما وصلت له بطلة الفيلم". وشهدت فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان فوز أفلام عن الوطن والعائلة والهجرة، من فرنسا والعراق وهولندا والجزائر، حيث منحت لجنة التحكيم الجائزة الثانية لفيلم "بلادي الضائعة" من العراق للمخرجة عشتار ياسين جوتريز وقيمتها 2000 دولار، في حين حصل فيلم "ملاحظات على النزوح" للمخرج الفلسطيني خالد جرار على تنويه خاص. أما في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فقد حاز فيلم "جاري عبدي" للمخرج الهولندي دوف ديكسترا على الجائزة الأولى وقيمتها 3000 دولار، وحصد الجائزة الثانية فيلم "طحطوح" من الجزائر للمخرج محمد والي. وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فاز بالجائزة الأولى فيلم "برجاء الانتظار على الخط" من إندونيسيا للمخرج تان سي دينغ، أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب فيلم "الثلج في سبتمبر" للمخرجة لخاجفادولم بوريف-اوشير وهو إنتاج فرنسي منغولي مشترك، كما نوهت لجنة التحكيم بفيلم "هل تنظر لي" من الصين للمخرج شولى هوانغ. وحصل في مسابقة أفلام التحريك على الجائزة الأولى فيلم "بيت القلب" من فرنسا للمخرجة سارة سعيدان، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم المصري "كينوبسيا" إخراج محمد عمر، إلى جانب التنويه الخاص لفيلم "فكر في شيء جيد" للمخرج كلاديوس جنتينيتيس من السويد. ومنحت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد "الفيبريسي" جائزتها لفيلم "بلادي الضائعة" من العراق للمخرجة عشتار ياسين. وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة برئاسة المنتج د.محمد العدل عن فوز فيلم "عيب صناعة" للمخرج محمد ناصف بالجائزة الأولى، وعن نيل فيلم "اليوم اللى شوفتك فيه" للمخرج محمد هاني للجائزة الثانية، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب فيلم "رد على صمت مُستمع" للمخرج على نجاتي، في حين التنويه الخاص كان من نصيب فيلمي "شقة المبتديان" للمخرج محيي الدين يحيي و"نون" للمخرجتين رنيم أبويمن وندي ياسر. وقال رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا إن "هذه الدورة اتسمت بحضور نسائي مميز كفريق العمل ولجان التحكيم الدولية التي شكلت فيها النساء 80 في المئة، بالإضافة إلى صانعات الأفلام"، مضيفا "في الحقيقة لم يكن ذلك متعمدا أو مفتعلا ولكن جاء بشكل طبيعي ليعكس الحضور النسائي المتزايد في المجال السينمائي العالمي والعربي". وتابع أن "هذه الدورة اتسمت كذلك بالحضور الشبابي المميز، بداية من فريق العمل الذي أسعدني الحظ بالعمل معهم، وصولا إلى عشرات الطلبة وشباب السينمائيين الذين استضافهم المهرجان فأضافوا على الدورة روحا وحضورا شبابيا وثقافيا لامعا". وكان مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي ينظمه المركز القومي للسينما قد انطلق في الرابع عشر من مارس/آذار وعرض على مدى أسبوع أكثر من 100 فيلم ضمن مسابقاته وبرامجه المختلفة. وشهدت هذه الدورة العديد من الفعاليات والحلقات البحثية بحضور كبار النقاد والكتاب، بالإضافة إلى تنظيمها رحلة لضيوف المهرجان الأجانب إلى منطقة أهرامات الجيزة للتعرف على الأماكن السياحية بالقاهرة. وقالت منار حسني رئيس المركز القومي للسينما "سعدت بما شهده هذا الحدث من فعاليات هامة ومناقشات دولية ومحلية وندوات، وكل ذلك نتح عنه زخم ثقافي هائل، وكان هذا هو الهدف المثمر للمهرجان". واستحدث المهرجان هذا العام عددا من البرامج الجديدة بجانب أقسامه الرئيسية من بينها برنامج الأفلام العابرة للنوع (هايبرد Hybrid) وبرنامج الأفلام القصيرة جدا. ويعد مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية للأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1991.

مشاركة :