بعد موجة التخبط التي عاشتها الأسهم يوم الجمعة الماضي لا يستبعد المحللون أن ينحو وول ستريت نفس المنحى الذي ساد خلال يناير/ كانون الثاني الماضي مع ترقب المستثمرين شهادة جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمام الكونغرس على مدى يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع. وتأتي شهادة يلين في الوقت الذي ساد القلق حول أداء الاقتصاد الأمريكي الذي يهدد عزم المجلس على المضي قدماً في تشديد سياسته النقدية وهو الاحتمال الذي تضاءل مؤخرا في ظل الظروف المالية العالمية وتصاعد مخاوف الوقوع في الركود. وكان ويليام دادلي عضو مجلس الاحتياطي الفدرالي قد ألمح الأسبوع الماضي إلى مخاوف المجلس من الظروف المالية التي يعيشها العالم. وقال مارك زاندي المحلل لدى موديز: يجب على يلين أن تقول مثل ما قال دادلي. وسوف تضطر للقول إن الاقتصاد يحاول تجنب العاصفة لكن من السابق لأوانه القول إن العاصفة قد مرت.وبما أن العواصف غير مرشحة للهدوء فسيكون رفع أسعار الفائدة غير ممكن. ويتلقى وول ستريت هذا الأسبوع عدداً من التقارير الاقتصادية لعل أبرزها تقرير جولتس حول العائدات والوظائف بعد تقرير الوظائف لشهر يناير/ كانون الثاني الذي كشف عن 151 ألف وظيفة أي أقل من المتوقع بنحو 30 ألف وظيفة، لكنه في الوقت نفسه كشف عن مفاجأة في ارتفاع معدل أجور الساعة وانخفاض نسبة البطالة إلى 4.9% وهو أدنى معدل لها منذ عام 2008. وتبعث هذه الأرقام على التفاؤل في الأسواق نظراً لتأثيرها الإيجابي على بيانات إنفاق المستهلكين الأمريكيين التي تعتبر الأهم في تحفيز الشركات على زيادة استثماراتها في مشاريع جديدة. وكانت الأسهم قد شهدت موجة بيع قوية يوم الجمعة وضعت نهاية لثلاثة أسابيع من المكاسب وأفقدت المؤشرات نسباً متفاوتة من مكاسبها سجلها مؤشر إس أند بي 500عند 3.1% ليستقر عند حدود 1880 نقطة. وقال دون تاونسيك المحلل المختص لدى شركة كوننغ: أعتقد أن الركود بات محور تفكير الأسواق وبات السقوط فيه مرجحاً لكن موعد الخروج منه غير معروف. فالمستثمرون يقدمون على بيع الأسهم لأنهم تعرضوا لكثير من الضربات. وتعرض الدولار لضغوط أفقدته 2.6% من قيمته أمام سلة العملات ليسجل أسوأ أداء له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2011. إلا أن تراجعه ساعد على وقف نزيف أسعار النفط التي أنهت في حدود 30 دولارا لبرميل الخام الأمريكي الخفيف ما يعني فقدانه 8% على مدار الأسبوع. ويعتقد محللون أن الأسهم سوف تكرر تجربة يناير نتيجة لما يحيط باقتصاد العالم من مخاطر. وقد شهدت أسواق قطاع التقنية الذي كان محرك الأسهم الرئيسي خلال الفترة الماضية، تراجعاً لافتاً نتيجة ضعف نتائج بعض الشركات. وقد أفقد ذلك الأسهم أهم محفزات الطلب عليها. وتجدر الإشارة إلى أن الأسهم الصينية سوف تكون مغلقة هذا الأسبوع بكامله بمناسبة عطلة السنة القمرية الجديدة كما أن البنك المركزي الصيني لا ينتظر أن يصدر عنه أي تحرك.
مشاركة :