'بيت الشعر' بالمفرق يحتفي بالشعراء في يومهم العالمي

  • 3/21/2023
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

بمناسبة يوم الشعر العالمي الذي يصادف الحادي والعشرين من مارس/آذار من كل عام،  نظم  "بيت الشعر" بمدينة المفرق احتفالية مساء أول أمس، حيث أقام أمسيته الشعرية الأولى في "دائرة المكتبة الوطنية" بمشاركة الشعراء: محمد خضير، د. حكمت نوايسة، د. مها العتوم، عصام السعدي، عطاف جانم، وأدار مفردات الأمسية الشاعرة وفاء جعبور بلغتها وقصائدها الشعرية المتميزة بحضور مدير البيت المثقف السيد فيصل السرحان ومندوبا عن مدير المكتبة الدكتور أمجد الفاعوري وحشد من المثقفين والشعراء والإعلاميين. واستهل الأمسية الاحتفالية مدير "بيت الشعر" بالمفرق السيد فيصل السرحان بكلمة بهذه المناسبة قال فيها: في هذا المساء ومن خلال هذه الاحتفالية التي يطلقها البيت في المفرق وبشكل سنوي بمناسبة اليوم العالمي للشعر أن أرحب بكم، وأرحب في هذا المقام وبشكل خاص بالشعراء المشاركين في احتفاليتنا لهذا العام. ودعا السرحان الشعراء للقيام بدورهم الأساسي المتمثل في الارتقاء بلغتنا العربية وتسخير إبداعهم لخدمة الأوطان والإضاءة على رؤية المبدع تجاه حاضر ومستقبل الإنسانية في ظل الأخطار والكوارث الطبيعية التي تداهم الإنسانية، وأن تشكل تجربتهم الإبداعية مادة خصبة للنقد العربي الساعي دوما للارتقاء والسمو بالعربية كهوية جامعة للعرب في كل مكان.  وأكد أن مبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بإنشاء بيوت الشعر في أرجاء وطننا العربي الكبير كان لها الأثر العظيم في فتح قنوات اللقاء وفرص التقارب وتعزيز تجارب الشعراء العرب من خلال هذه المواسم الثقافية التي تبناها بيت الشعر عبر سنوات في سبيل الاحتفال بالشعر كمنجز ثقافي وحضاري للأمة وديوانا لأثرها الإنساني عبر العصور. وختم كلمته بالقول: فرصة كريمة وعزيزة أن نتقدم بوافر الشكر وجميل العرفان لإمارة الشارقة العتيدة وأميرها الحصيف لرعايته المستمرة لهذا المشروع العروبي النبيل، حيث كان بيت الشعر في المفرق من أوائل البيوت المنبثقة عن هذه المبادرة فإن بيت الشعر في المفرق مستمر في تنفيذ نشاطاته في كافة محافظات المملكة.  القراءة الأولى كانت للشاعر محمد خضير الذي قرأ مجموعة من القصائد التي استطاع من خلالها يستقرئ الوجع الإنساني ضمن رؤية درامية ولغة عالية البناء التي تحاكي الواقع. من قصيدته "تناقضات" نقتطف منها: "شِعْرٌ بِلا شَفَتينِ أنجَزَ ما وعَدْ/وحَديثُنا قمْحُ الرَّحَىٰ، هزْلٌ وجَدْ/وكأنّنا خيْلٌ مَراكِبُها الثّرَىٰ/وكأنّنا في المٰاءِ بحْرٌ مِنْ زبَدْ/مُتناقِضونَ.. كأيِّ وَهْمٍ يَشْتهيْ/أنْ تُنجِبَ النّيرانُ حبَّاتِ البرَدْ/أنْ يقْرأَ المعْدومُ ما كتَبَ الصَّدَىٰ/فوقَ ارتعاشاتِ الشّقاءِ بغيرِ يَدْ/أنْ يفهمَ المنفيُّ حُزنَ حَمامةٍ/هَزمَتْ خِيامَ الرّيحِ فانتصَرَ الوتَد".  الشاعرة د. مها العتوم قرأت غير قصيدة تمحورت حول الذات الشاعرة المنصهرة مع الذات الجمعية حاورت الليل الوحيد الذي يفتقد لمعنى الألفة لسُماره ومحبيه، شاعرة تمعن كثيرا في الحياة والعشق والأمل في ظلمة الواقع لنرى الغربة أيضا في الليل الوحيد. من قصيدتها "غربة ليل" نختار منها: "الليلُ وحيد هذي الليلة/لا سُمّار ولا عشّاق/ولا أطفالُ شوارع           غابَ القمرُ/وفارق صورتَه في النهرِ/النهرُ حزينٌ يتأرجحُ في العتمةِ/          محضَ خيوط سوداء/ينسلُها الريحُ/ولا ينكسر". أما الشاعر حكمت نوايسة قرأ أكثر من قصيدة استحوذت على تفاعل الحضور، فكان الجنوبي العاشق شاعر يتملك حسّا شعريا نافذا إلى القلوب لأنه الجنوبي المغموس بعرق التراب ولأنه الجنوبي  رأى ربطة العنق محض رسن.    من قصيدته "لأني الجنوبي" يقول فيها: "لأني الجنوبيّ حدّ الشقوق/ستحفين/ آه ستحفين دربي شوكٌ/لأنّي أحبّك حدّ الغسق/أزحت ككائن ليلٍ ثلاثين عاما بجرّة ليل/لأني الغريب لأنّ سكونيَ بحرٌ/لأنّ اضطرابيَ رمل/لأنّ السماءَ سمائيَ مذْ كوّرت/سأقول لك الآن: صرت أحبّك، هل أخبرتك الأهلّة؟ لا يلتقي صاحبٌ وصَحوب". من جانبها الشاعرة عطاف جانم استذكرت بواحدة من قصائدها الشهيدة الفلسطينية رزان النجار التي قتلت رميا برصاصة متفجرة لقناص إسرائيلي اخترقت صدرها وخرجت من ظهرها، وذلك عقب تواجدها رفقة زملائها المسعفين على بعد حوالي 100 متر من الشريط الحدودي، قصيدة مؤثرة وموجعة.  من قصيدتها "قام الزعفران" نقرأ منها: "كنتُ تفعيلةً من ندى/وشذا/ ورحيق/تتهادى بأفراح نايٍ/وقد عاد للتو من رحلةٍ/في سفوِح المجازِ الوريقْ/مداي بياضٌ/يسنفرُ من ساحةِ الوقتِ شُحْوارَها/فتفيضُ سلاليَ بالشعرِ والنحلِ/والحكمةِ المشتهاةْ". واختتم القراءات الشاعر عصام السعدي الذي نوّع في قراءته الشعرية من قصيدة له بعنوان "لم أُكملْ امرأةً.. ولم أُكمِلْ قصيدةْ" نختار منها: "لم أدَّعِ حُجُبَاً لأهتكَها/ولا طَمْأنْتُ قافيةً على وزنٍ/ولا امرأةً لتدخُلَ رغبَتي/فَأَصُكُّ بابيَ خَلفَها/ناديتُ ملءَ اللّيلِ أَحْرُفِيَ الضَّريرة/كي تُضئَ على يَدَيَّ/ وكي تَسيلَ على بياضِ دفاتري/وَوَعدْتُها أنْ أسْتَدينَ لها عيونًا/أن سآخذها معي لِمَصيريَ المفتوحِ". هذا وتختتم الاحتفالية اليوم في السادسة مساء في مركز إربد الثقافي بقراءات شعرية للشعراء: محمد العياف العموش، عمر أبوالهيجاء، أحمد الكناني، إيمان العمري وأحمد طناش الشطناوي ويتولى إدارة الأمسية الشاعر عاقل الخوالدة مدير نديرية ثقافة إربد. 

مشاركة :