القاهرة الخليج: شدد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، على ضرورة التزام إيران بمبادئ حسن الجوار في علاقاتها مع العالم العربي، وأن تقوم بحل المشكلات التي تسببت بها مع المنطقة، بما يسهم في بناء الاستقرار الإقليمي. جاء ذلك في تصريحات للصحفيين عقب المباحثات التي أجراها، أمس الأحد، في مقر الأمانة العامة مع ألمارك روك، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي على هامش زيارته الحالية للقاهرة، ولفت ابن حلي إلى أن المسؤول الأوروبي طرح بعض التساؤلات عن العلاقات العربية الإيرانية، وقال إنه أوضح له أن إيران دولة جارة للعالم العربي، ولكن يتعين عليها الاستجابة للمطالب العربية في هذا الشأن التي يأتي في مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وقيامها بحل المشكلات التي تسببت بها خلال الآونة الأخيرة. وفي السياق ذاته، قال ابن حلي إنه تم الاتفاق بين الجامعة والاتحاد الأوروبي على ضرورة مواجهة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل عبر الأطر القانونية، وتعميق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية وتنسيق الجهود لإيجاد حلول سياسة لأزمات المنطقة ومعالجة مشكلات اللاجئين، مشيراً إلى أن مباحثاته مع المسؤول الأوروبي شملت تطورات الأوضاع في المنطقة والتغييرات التي تشهدها العديد من الدول العربية وعملية الإصلاح السياسي، وتنسيق الجهود بشأن مكافحة الإرهاب، مؤكداً أنه تم التوافق على ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات المشتعلة في كل من سوريا واليمن وليبيا والعراق، وإعادة الاهتمام الأوروبي والدولي للقضية الفلسطينية التي شهدت تراجعاً في السنوات الأخيرة. وفي هذا الإطار قال ابن حلي إنه عبر خلال اللقاء عن استياء الجامعة إزاء موقف رئيس البرلمان الأوروبي أمام الكنيست الاسرائيلي مؤخراً، الذي يتعارض بدوره مع موقف الاتحاد الأوروبي وقراره بمقاطعة المنتجات الواردة من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، موضحاً أنه أبلغه بأنه كان من الضروري أن يتسق موقف رئيس البرلمان مع موقف الاتحاد الأوروبي حتى لا يبعث برسالة للجانب الإسرائيلي تؤدي إلى المزيد من أحداث التغييرات الديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولفت ابن حلي إلى أنه تم التطرق خلال اللقاء أيضاً إلى بعض التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، سواء ما يتعلق بالمسار الديمقراطي أو حقوق الإنسان، مؤكداً أن الجانب العربي ملتزم بهذا الملف ضمن ما يحقق استقرار وأمن دوله، وأنه يتم التعامل معه بشكل تدريجي وموضوعي، وأضاف أنه أكد للوفد الأوروبي أن الإرهاب يمثل آفة لدول المنطقة وشعوبها ويتناقض مع المشروع الإصلاحي الذي يتم تطبيقه حالياً، وأن أوروبا تمثل مصدراً مهماً للإرهاب في المنطقة من خلال عدم عنايتها بالمهاجرين من أصول إسلامية وعربية، وهو ما جعلهم مهمشين ودفعهم إلى الانخراط في التنظيمات الإرهابية.
مشاركة :