يظن أغلب الأشخاص أن عالم السوشيال ميديا من أبسط الوسائل وأسرعها لتحقيق الكسب المادي، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه بات نوعاً جديداً من الأعمال التي يزاولها عشرات الآلاف من مختلف الدول، وهو عالم مليء بالصعوبات والضغوطات كأي عمل آخر موجود منذ عشرات السنين. وقد يبدو للبعض أن الوقوف أمام الكاميرا والتصوير لساعات من الأمور البدهية والسهلة، ولكن الواقع غير ذلك تماماً، خاصة إذا كنتِ أمّاً ومسؤولة عن بيت وأسرة. ورغم أن هناك الكثير من السيدات اللواتي اتخذن من مجال الـ"يوتيوب"والـ"تيك توك"والـ"سناب شات" مصدرَ رزقٍ لهن، فقد تمكنّت قلّة منهن من تطوير محتواهنّ في فترة قصيرة ونجحن بنقله إلى مكان آخر واستثماره بنجاح، ومن بينهن كريس. تمكّنت طبيبة التغذية كريس بعفويتها وحركاتها الطبيعية من جذب الملايين لمشاهدة أفكارها المميّزة عبر قناة justchris على "يوتيوب"، ومقاطعها الكوميدية المتنوعة مع طفليها على "تيك توك"، حيث نجحت بصدقها وقربها من الناس في اكتشاف موهبتها في التمثيل وتحقيق ملايين المشاهدات. وتقول كريس في هذا السياق: "من خلال الـ"تيك توك"، اكتشفت هوايتي في تمثيل المقاطع القصيرة الكوميدية، وتطبيق التراندات المنتشرة وتغييرها بالكامل وتقديمها بطريقة عفوية، وهو ما جذب الملايين من المشاهدين". وتتنقّل كريس وزوجها طوني اللذان انطلقا من خلال قناة superfamily بين مصر ولبنان ودبي والمملكة العربية السعودية، ويشاركان معاً في العديد من النشاطات الاجتماعية والمناسبات المرتبطة بالسوشيال ميديا، ويقدّمان محتوى متنوعاً ومتطوّراً لناحية الصورة والمونتاج والإخراج، وتمكّنا بصدقهما وشخصية كلٍ منهما اللطيفة والمحبّبة للمشاهدين من خطف الاهتمام والتواجد في الاحتفالات التي باتت منتشرة بشكل شبه يومي في دبي والسعودية، اللتين أصبحتا مركزاً أساسياً لانطلاقة أي عامل في مجال السوشيال ميديا، وباباً واسعاً للوصول إلى المعلنين والإعلانات والكسب المادي. في يوم الأم... نصائح للأمهات العاملات وبسبب سفرها المتكرّر لإنجاز أعمالها في دبي والسعودية، تفكّر كريس دائماً بواجبها كأمّ، لذلك تترقّب الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان لتتخذ قراراً نهائياً بالانتقال مع عائلتها إلى لبنان ليكون طفلاها فادي ومارفيل مع أهلها ليهتمّوا بهما خلال فترة سفرها. وتحرص السيدة اللبنانية على الجمع بين عملها على السوشيال ميديا ودورها كأمّ لطفلين من خلال تقديم الاهتمام والرعاية الكاملة لهما. وتقول كريس إن تحديد المهمات المطلوبة منها خلال النهار وجدولتها قبل يوم وتقسيم الوقت بما يتناسب مع هذه المهمات، هو من أهم الأشياء التي تحتاج إليها المرأة في حياتها لتحقيق النجاح الذي تبحث عنه، ليس كأمّ فقط وإنما أيضاً في عملها مهما كان نوعه".وتضيف: "أستيقظ من الصباح الباكر وأنا أعلم مسبقاً بالمهمات التي عليّ إتمامها، لذلك أسعى دائماً إلى الاجتماع مع فريق العمل لإيجاد الأفكار الجديدة والمفيدة للقناة وتصويرها وإنهاء كل أعمالي اليومية، قبل موعد عودة طفليّ من المدرسة ليكون لديّ الوقت الكافي لتحضير الطعام لهما والإشراف على دراستهما والاهتمام بكل تفاصيلهما ونشاطاتهما خارج المنزل، وبالتالي رغم انشغالي والوقت الطويل الذي يحتاج إليه التحضير وجمع المعلومات والتصوير،أحرص على متابعة كل أمر يخصّ عائلتي والقيام بواجباتي كأمّ. لذا، يجب على كل سيدة أن تعرف قيمة الوقت وتسعى إلى تقسيمه بنجاح، وأن تعطي كل عمل حقه من المتابعة والاهتمام". صانعة محتوى تمتلك كتاب تغذية وأطلقت كريس بدعم من زوجها كتابها الأول حول التغذية الصحيحة لتكون بذلك أول صانعة محتوى تمتلك كتاب تغذية، ويتضمن كتابها مجموعة كبيرة من الوصفات الصحية والنصائح المفيدة، ليس فقط لخسارة الوزن إنما أيضاً للاستمتاع بصحة جيدة. وتوضح الشابة: "الكتاب كان لتحقيق ذاتي، فجزء مني كان يطمح لتدوين أفكاري وما تعلّمته كطبيبة تغذية في كتاب لتعمّ الفائدة على أكبر عدد من الناس، فجاء الكتاب لتحقيق حلمي ولم يكن هدفي منه الربح المادي، وبعد طباعة النسخة الأولى منه لم أكن أتوقّع أن يحصدكل هذا النجاح، وأن نحتاج الى طباعته مرتين إضافتين، ويحقق هذه النسبة العالية من المبيعات في الأسواق، إضافة إلى مشاركته في معارض للكتاب في مصر والسعودية ولبنان". وتؤكد كريس: "أطبّق ما جاء في الكتاب بشكل يومي في منزلي، إذ أحرص على تحضير الوجبات الصحية وبمكوّنات غنية بالفيتامينات والألياف، كذلك أصرّ على أن تكون هناك وجبة عائلية واحدة على الأقل في النهار أجتمع خلالها مع زوجي وطفلَيّ. كما أن طريقتي في الطهي وفي توجيه طفلَيّ الى الطعام الصحي تنعكس على اختياراتهما للطعام، فطفلي الصغير يفضّل الخضار والفواكه على الشوكولاتة والسكريات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ابني الأكبر الذي نادراً ما يتناول الوجبات السريعة، على عكس الكثيرين من أبناء جيله، وبالتالي أنصح كل سيدة باتّباع الأنظمة الغذائية السليمة لحماية صحّتهن وصحة أحبّائهن، لا سيما أن المسألة ليست صعبة ولا مستحيلة، بل هي عبارة عن تعوّد على النظام الغذائي الملائم لهنّ وتطبيقهفي المنزل". عين وأذن كل سيدة تهتم بالموضة والجمال ورغم انشغالها في تحضير محتوى قناتها ورعاية أسرتها، تحرصكريس على الاهتمام بنفسها وبجمالها من خلال الاعتناء الدائم ببشرتها، وعلى متابعة عالم الموضة لناحية الملابس والإكسسوارات، وهي تركز على هذا البُعد نظراً لتأثيرها الكبير في متابعيها، فتقول: "أحاول من خلال الفيديوهات أن أظهر على طبيعتي وبملابس كاجوال وبمكياج خفيف وهادئ لأوجّه رسالة الى متابِعاتي، خاصة الفتيات الصغيرات والمراهِقات بأن مستحضرات التجميل مُهمة لتبرز جمالنا الطبيعي لا لتغطي هذا الجمال وتغيّر ملامحنا. أحاول كمؤثرة أن أُقنع الصبايا بضرورة الاهتمام بمظهرهن والعناية ببشرتهن، وبأن كل ذلك يمكن أن يحصل بخطوات بسيطة من المكياج، ودائماً ما أذكّرهنّ بأن لكل مكان مكياجه وملابسه". وعن خطواتها المستقبلية، تقول كريس: "أنا حالياً أجد نفسي مهتمة كثيراً بعالم الموضة والجمال، وأطمح في الأيام المقبلة أن أشارك في عروض الأزياء المحلية والعالمية لأنقل تجربتي للمشاهدين بصدق وأمانة من على السجادة الحمراء. وما أرغب فيه يختلف عما تقوم به الفاشينيستات، فأنا أحب أن أنقل ما أراه في العروض لناحية التصاميم والألوان والابتكارات بطريقتي الخاصة، وأوصل وجهة نظري بعفوية وتجرّد إلى متابعيّ، فأنا قادرة على نقل الأشياء التي أراها كما هي بدون تزييف. لذلك أطمح بدخول عالم عروض الأزياء والجمال لأصبح عين وأذن كل سيدة تهتم بالموضة والجمال".
مشاركة :