على رغم أنّ الأمة الإسلامية تدرك جيداً أهمية القراءة، إذ أنّها "أمة اقرأ" التي نزلت فيها آية "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، إلاّ أنّ كثيراً من أبناء الجيل الجديد أصبحوا بعيدين عن القراءة، فيما يكتفي بعضهم بقراءة ما ينشر على مواقع التواصل، وهو أمر لا يكفي في شكل قطعي عن الكتب. يحتاج الجيل الناشئ إلى داعم يحفزه على اتخاذ القراءة هواية رئيسية ودعا باحثون وكتّاب إلى أهمية تشجيع الجيل الناشئ على القراءة، عبر توفير مناخ قادر على استقطابهم بطرق مبتكرة، بعيداً عن الأساليب التقليدية، مؤكدين أنّ الاهتمام بالجيل الجديد يعني ضمان استمرار الثقافة وقيمها، خصوصاً وأنّ البنى التحتية لتحقيق ذلك تتواجد في مؤسسات رسمية وأخرى أهلية وإعلامية والكترونية، قادرة على تحقيق هذا المطلب. جيل قارئ وذكر الباحث حسن آل حمادة أنّه عمل طويلاً بجوار الطلاب، ووجد أنّ من بين (100) طالب (10) تقريباً يعلنون أنهم مهتمون بالقراءة ومواصلون عليها، موضحاً "حين أرى طلابا يستعيرون كتبا بهدف إنهاء أبحاثهم أشعر بارتياح كبير، فهذه الخطوات تعد بالغة الأهمية من أجل تشجيع الجيل الناشئ على أن يكون بعلاقة مثلى بالقراءة والكتاب، وأحاول قدر الإمكان أن أكون إيجابياً وأسعى مع آخرين من أجل تشجيع عادة القراءة في المجتمع، ويؤسفني أن أصر على أنّ أمة اقرأ لا تقرأ، كما هو عنوان كتابي الأول الصادر في عام 1997م، لذلك أجد الحاجة ملحة لأن أتحدث دائمًا عن الأساليب والطرق التي من شأنها تعزيز وتحفيز عادة القراءة في المجتمع". وأضاف: "إنْ أردنا خلق جيل قارئ، فإننا بحاجة لقدوات في البيت والمدرسة والجامعة والمسجد ووسائل الإعلام والمجتمع ككل، فلا يكفي أن نقول للجيل اقرأ وهو لا يرى الكتاب بين أيدينا، ولا يجد أثر القراءة في أحاديثنا وعلى مستوى سلوكنا وحياتنا"، مشددا على أنّ الجيل القارئ تتم صناعته عبر تحمل البيت مسؤوليته، وقيام مؤسسات التعليم بواجباتها التأسيسية والتحفيزية، وكذلك تحمل باقي مؤسسات الدولة من مراكز وجهات إعلامية دورها في هذا الصدد، منوهاً: "علينا جميعًا أن نستمر في الحديث عن القراءة وثمرتها، ولا ينبغي أن نكف عن ذلك". مسؤولية الشبكات فيما رأى الكاتب حسن الناصر أنّه من المهم ترسيخ إمكانات الشبكات المحلية في مواقع الإنترنت التي تصل للناس عبر الهواتف الذكية، مشيرا إلى أنّ كثيراً من الشبكات الثقافية لا تهتم بجانب التشجيع على القراءة، عبر ابتكار أدوات تشجيعية للجيل الناشئ، مؤكّداً أنّ البعض يسعى للاستمتاع بالقراءة، إلاّ أنّ الأجواء المناسبة لا تتوفر لهم، وتابع "إنّ من المهم أن نوفر الأجواء ليقبل الجيل الناشئ على القراءة، ونحقق بذلك ثقافة مستدامة، وأن لا نكتفي بجيلنا الحالي ونتغاضى عن الأجيال القادمة". وسائل حديثة وعلى رغم تشجيع الشاعر ناصر الثويمر لأولاده على القراءة والاهتمام بها، إلاّ أنّه شدد على أهمية استقطاب الجيل الناشئ بشكل واسع، عبر تنظيم الفعاليات الخاصة بالقراءة في المناطق العامة، من أجل صنع رأي عام حولها، تماماً كما نشهد مناشط في مجالات أخرى، مضيفاً: "لا بد أن يكون هناك أيد داعمة للناشئين في مسألة القراءة، مع مراعاة الاهتمام بالاستقطاب حتى في طباعة الكتاب، إذ لا يجب أن يطبع في شكل تقليدي، وعلى دور النشر الالتفات لهذا الجانب، الذي أصبح مهماً في ظل التقدم الكبير لوسائل التقنية". الأندية الأدبية من جانبه قال خليل الفزيع -رئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية-: "يمكن أن ننمي مسألة القراءة عند الجيل الناشئ عن طريق توفير الكتب المناسبة لقدراته وفهمه، كما أنّ توفير المكتبة المنزلية يعود الأطفال على القراءة، طالما هم يَرَوْن ذويهم يقبلون باستمرار عليها"، منوهاً بأنّ على إدارات المدارس في التعليم العام تنظيم مسابقات للقراءة بين الطلاب، وعلى الوزارة أن تهتم بالمكتبات المدرسية وتزويدها بالكتب المناسبة، وتوفير جميع وسائل القراءة الإلكترونية. وعن دور النادي الأدبي أوضح أنّ نادي المنطقة الشرقية كان يستقبل زيارات لطلاب بعض المدارس، لكن الوضع الحالي لمبنى النادي لم يعد يسمح بذلك؛ لوجود حفريات مشروعات الطرق حول المبنى، وسوف ينتقل النادي إلى مبناه الجديد خلال الأشهر القليلة القادمة، وحينها سيعود لاستقبال الطلاب، مشيرا إلى أنّ النادي لا يزال يشارك في بعض المناسبات الخاصة بالأطفال، والتي تنظم في أماكن أخرى، ويقدم فيها بعض الكتب الخاصة بالناشئين، سواء من إصداراته أو غيرها؛ مما هو متوفر في النادي بكميات مناسبة. وأشار إلى أنّه يمكن للمؤسسات الثقافية أن تستقطب الأطفال والمراهقين للقراءة، عن طريق فتح المجال أمامهم -خاصة في المكتبات العامة-، على أن تتوفر في هذه المكتبات الوسائل المساعدة والسريعة للوصول إلى الكتاب، ومنها أجهزة الحاسوب والإنترنت مع تطوير نظام الإعارة للكتب في المكتبات العامة.
مشاركة :