طبيبة نفسية تُسَلط الضوء على فوائد اجتماع العائلة لتناول الطعام سويًّا

  • 3/22/2023
  • 10:54
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وجّهت الطبيبة النفسية إليزابيث رافاوف، بعض النصائح للآباء الذين يواجهون صعوبة لإقناع صغار السن بفكرتهم؛ موضحة أن جمع أفراد الأسر لتناول الطعام سويًّا أمر يستحق الجهد. وحول أهمية تناول الوجبات معًا في جو عائلي، قالت إليزابيث: أفراد الأسرة يجتمعون وينظرون في أعين بعضهم، وتتاح لهم فرصة التقارب والتحدث حول أحوالهم، وهذه الوجبات أكثر من مجرد طعام؛ فهي تتعلق بالحب والاستمتاع، و"في النهاية يقولون إن الطريق لقلب الشخص هو معدته". وأشارت إلى أن الوجبات العائلية تتعلق أيضًا بشعور المرء بالاهتمام به وقضاء الوقت سويًّا في حالة استرخاء، بدون الشعور بالضغط. وأضافت: نسمع كثيرًا أن هذا الأمر أصبح من الماضي؛ وذلك لعدة أسباب مختلفة، من بينها أن الجميع مشغولون بالقيام بأنشطتهم؛ إذ يمكن أن يكون الشخص مشغولًا بالتحدث عبر الهاتف، أو أنه يضع هاتفه بجانب طبقه.. وعلى أي حال، بما أن أماكن العمل تطالب العاملين بأن يصبحوا أكثر مرونة؛ فإن هذا يعني أنهم متاحون في المنزل وعلى مدار الساعة. وأردفت: في بعض الأحيان يجب أن يتم العشاء سريعًا؛ حيث يمكن أن يكون لدى أحد أفراد العائلة موعد، أو ربما يقوم الأطفال باصطحاب وجباتهم إلى غرفهم. وقالت الدكتورة إليزابيث: في هذا الوضع، يتعين على الأسر إعادة تقييم روتينها اليومي؛ للتعرف على ما يمنعها من الاجتماع سويًّا مرة في اليوم، وقضاء وقت جيد سويًّا. وبالتأكيد هناك جميع الأسباب الظاهرية التي تم ذكرها، ولكن ربما تكون هناك أسباب خفية أيضًا. وأضافت: الأطفال في بعض الأحيان يقولون إن هناك الكثير من التذمر عندما يأكلون سويًّا، حول ما إذا كان الأمر يتعلق بمدى سخونة الطعام أو سبب عدم تناول أحدهم نوعًا ما من الطعام، وهم يقولون "إنه أمر مزعج". وأردفت: في بعض الأحيان يشعر الأطفال أن تناول الطعام معًا يشبه الخضوع للاستجواب، وهناك هذه الأسئلة بشأن كيف كان يومك في المدرسة؟ أو ما إذا كنت حصلت على نتائج امتحان الرياضيات؟ إنك لا تحظى بفرصة لتناول الطعام في سلام. وتابعت: بالنسبة للأبوين، يمكن أن يصبح الأمر مثيرًا للغضب الشديد عندما يطهون الطعام ويبذلون جهدًا، ولا يأتي أحد عندما يدعون الأبناء لتناول الطعام. وفي نفس الوقت يمكن أن يصابوا باليأس ولا يقومون بالطهي إطلاقًا. وقالت "إليزبيث": الأسر يجب أن تجتمع على الأقل مرة يوميًّا، في جو هادئ؛ حتى يكون لديهم أمر يتشاركونه ومساحة لتبادل أفكارهم، ومثل هذه اللحظات تعمل على استقرار الأسرة، حتى إذا اشتكى شخص ما في بادئ الأمر. وأضافت: إذا كان هذا هو الحال، يمكن أن يوضح الآباء بهدوء أنهم يعتقدون أن من المهم أن يكون لديهم أمر ما يقوم به الجميع سويًّا، وأنه لا يجب أن يتناول أي شخص الطعام بمفرده في غرفته. وإذا استمر تذمر الأطفال، يمكن التحدث بشأن ما يحتاجه الجميع من أجل جعل تناول الطعام سويًّا تجربة ممتعة. وأردفت: أعتقد أن تناول وجبة عائلية يوميًّا سوف يكون أمرًا مثاليًّا، ويجب محاولة تدبير هذا الأمر، وليس فقط تدبيره؛ ولكن إيضاح أنه أمر مهم للغاية في حقيقة الأمر. وتابعت: في حال أخفق هذا الأسلوب، يجب البدء في البحث في أسباب الإخفاق، وما إذا كان يمكن تغيير الأولويات لجمع أفراد الأسرة لتناول وجبة سويًّا. وقالت الطبية النفسية: يتعين على الآباء أيضًا أن يكونوا صادقين مع أنفسهم: هل تناول الطعام سويًّا مصدر إزعاج لهم لأنه دائمًا يكون أمرًا بالغ الصعوبة أو أن الجميع دائمًا يشتكي؟.. وهذا يعيدنا إلى ما يحدث بالفعل، هل لا نأكل سويًّا لأنه لا أحد يقوم بالطبخ، أو لأن كل شخص يقوم بإعدام طعامه ويأكل بمفرده؟ ما هو شعور كل فرد من أفراد الأسرة تجاه هذا الأمر؟". وأضافت: في حال لم يتسنَّ الاجتماع سويًّا لتناول وجبة يوميًّا؛ يجب محاولة التوصل لبدائل، ربما تناول عشاء أسري في ليال معينة، مع قضاء وقت معًا كأسرة خلال أنشطة أخرى. هذه أيضًا مسألة يمكن مناقشتها بصورة جماعية. وأشارت "إليزابيث" إلى أنه يتعين على الآباء الذين لديهم مراهقون لا يريدون تناول الطعام معهم، أن يوضحوا أن تناول الجميع الطعام سويًّا أمر مفروغ منه، كما نصحت الآباء بسؤال أطفالهم عما يضايقهم، والتحدث حول كيفية التصرف حيال ذلك. واختتمت بالقول: يجب على الآباء أن يأخذوا في الاعتبار أن الأمر الحقيقي هو أن اهتماهم بتناول وجبة أسرية يبعث برسالة إيجابية لأطفالهم، وبهذه الطريقة، تُظهرون لهم أن من المهم الاجتماع سويًّا، وأنهم يمثلون أهمية لكم.. بعض الأطفال ربما يشتكون، ولكنهم سوف يتلقون هذه الرسالة، إدراك هذا الأمر يمكن أن يزيد الآباء قوة.

مشاركة :