توفيت الإذاعية المصرية الكبيرة فضيلة توفيق عبد العزيز الشهيرة بـ"أبلة فضيلة"، وستقام صلاة الجنازة غدًا الجمعة عقب صلاة الجمعة في مسجد عثمان بمدينة بيكرينج في كندا. ريم إبراهيم علي ابنة الإذاعية الراحلة أعلنت وفاة والدتها صباح اليوم، عن عمر ناهز 93 عامًا، إذ كتبت عبر حسابها على فيسبوك: "ادعوا لأمي بالرحمة، البقاء لله، توفيت إلى رحمة الله الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق عبد العزيز، أبلة فضيلة". وفضيلة توفيق أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية، التحقت بمدرسة الحقوق على الرغم من أنها لم تكن تفضل ذلك. تمتعت "أبلة فضيلة" بصوت عذب دافئ تعلقت به آذان الأطفال من خلال أجمل القصص التي روتها وتحمل قيما تربت عليها أجيال، من خلال برنامج "غنوة وحدوتة" الذي كان يؤصل لوجود الخير وانتصاره على الشر وترتبط ذاكرة الأطفال به. بدأت أبلة فضيلة برنامجها بجملة تفيض بالحنان والأمومة "حبايبي الحلوين"، ومن هنا ارتبط معظم الأطفال بالإذاعة وعلى وجه التحديد بصوت وحواديت فضيلة توفيق. تمنت أن تعمل بالإذاعة المصرية وقابلت رائد الإذاعة محمد محمود شعبان الشهير بـ"بابا شارو"، وطلبت منه أن تعمل كمذيعة أطفال فرفض، معللًا بأنه وحده الذي يعمل في برامج الأطفال فتولت قراءة النشرة، وعند انتقاله للتلفزيون تولت هي مهمة برامج الأطفال في الإذاعة عام 1961. بدأ تقديم برنامج "أبلة فضيلة" منذ نحو 57 عامًا على المحطة الإذاعية "البرنامج العام"، وتعلق الكبار قبل الصغار بصوتها وهي تروي قصصًا للأطفال بأسلوب بسيط وجذاب، لتجد أن نهاية القصة تحمل معنى وحكمة ورسالة هامة قُدمت في إطار خفيف وممتع. عمل "أبلة فضيلة" لم يتوقف على برامج الأطفال فقط، ولكنها ترأست إذاعة البرنامج العام وظلت تقدم برنامجها "غنوة وحدوتة" حتى بعد سن التقاعد. رفضت فضيلة توفيق أن يُطلق على البرنامج اسم "ماما فضيلة" لاقتناعها أنه لا يوجد أحد يستحق أن يطلق عليه "ماما" سوى الأم نفسها، لذلك فضلت كلمة "أبلة". قالت فضيلة توفيق، في تصريحات سابقة لموقع أصوات مصرية، إن "الإذاعة لم تفقد دورها رغم التطور التكنولوجي الهائل وظهور القنوات الفضائية والإنترنت وما زال لها جمهورها". وأضافت "للإذاعة أهمية كبرى خاصة للأطفال لأنها تنمي موهبة الخيال لديهم، بالاستماع لمؤثرات صوتية تصف مناطق أخرى وعادات جيدة بما يساعد على إرساء القيم الهادفة داخلهم بسهولة". وتتابع أبلة فضيلة حديثها "أعتبر الإذاعة بيتي الثاني والميكرفون صديقي الأول الذي أتحدث معه، وهو الذي يشعر بحزني وسعادتي". وتؤكد فضيلة توفيق أن عملها مع الأطفال فترة طويلة جعلها تكتسب عددًا من صفاتهم، وتقول "أشعر بأنني طفلة حتى في التعامل مع ابنتي وحفيدتي وهم يتعاملون معي على هذا الأساس". وتتذكر فضيلة توفيق شهر رمضان في الماضي، وكيف كانت تقدم قيمًا جيدة للأطفال من خلال القصص التي ترويها، وتؤكد أن برنامج "غنوة وحدوتة" هو جزء من حياتها لا تستطيع الاستغناء عنه، فرغم كبر سنها إلا أنها تمارس عملها.
مشاركة :