واشنطن - تبدأ نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس زيارة مدتها أسبوع إلى أفريقيا خلال أيام تسعى فيها الولايات المتحدة إلى أن تقدم نفسها كشريكة أفضل من الصين التي ضخت استثمارات كبيرة بالقارة على مدار عدة عقود فيما تراجع النفوذ الأميركي والغربي في القارة السمراء بالمقارنة مع النفوذين الروسي والصيني. وقال مسؤولون أميركيون كبار إن هاريس ستبحث تدخل الصين في القضايا التكنولوجية والاقتصادية في أفريقيا بما يقلق الولايات المتحدة كما ستبحث انخراط الصين في إعادة هيكلة الديون حيث تسعى الولايات المتحدة الى احتواء بكين لكن يبدو انها فشلت في تحقيق ذلك. وزامبيا من بين ثلاث دول ستزورها نائبة لارئيس الاميركي وهي أول دولة أفريقية تخلفت عن سداد الدين السيادي خلال جائحة كوفيد-19 وتعمل مع دائنيها ومن بينهم الصين على التوصل لاتفاق. وقال مسؤول أميركي كبير "نحن لا نطلب من شركائنا في أفريقيا أن يختاروا" في إشارة لمنافسة بلاده مع الصين لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لديها "مخاوف حقيقية بشأن تحركات الصين في أفريقيا" وبشأن صفقات أعمال "لا تتسم بالشفافية". وستزور هاريس غانا من 26 إلى 29 مارس ثم تنزانيا من 29 إلى 31 مارس. وستكون زامبيا هي المحطة الأخيرة وستبدأ زيارتها من 31 مارس حتى الأول من أبريل. وستقابل رؤساء الدول الثلاث كما تعتزم هاريس الإعلان عن استثمارات في القطاعين العام والخاص. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر إن هاريس ستبحث أفضل الطرق التي يمكن بها للمجتمع الدولي معالجة تحديات الديون التي تواجهها غانا وزامبيا. وعقد البيت الأبيض قمة لزعماء أفريقيا في ديسمبر الماضي ومن المتوقع أن يزور الرئيس جو بايدن أفريقيا هذا العام. وأدى وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الشهر الجاري زيارة الى إفريقيا هي الثالثة له منذ توليه المنصب وشملت اثيوبيا والنيجر. وتمكنت الصين خلال السنوات الاخيرة من منافسة النفوذ الغربي في القارة السمراء حيث ترفض بكين ربط علاقاتها الاقتصادية ومساعداتها للدول الأفريقية بملفات حقوق الإنسان او الديمقراطية عكس السياسات الأميركية. وعززت بكين من استتثماراتها في مختلف المجالات خاصة البنية التحتية والتكنولوجيا مع دول افريقية وقدمت مساعدات مالية بمليارات الدولارات. وفي 2018 خلال قمة مع زعامات افريقية في بكين وعد الرئيس الصيني شي جينبينغ بتقديم 60 مليار دولار خلال سنوات للمساهمة في تنمية القارة حيث باتت الورقة الاقتصادية فعالة لتعزيز النفوذ الصيني في العالم. وتَربط هاريس أواصر شخصية بزامبيا إذ أن جدها لأمها عمل من قبل هناك وذهبت لزيارته فيها وهي صغيرة. وقال أحد المسؤولين "تتطلع نائبة الرئيس كثيرا للعودة إلى لوساكا حيث تمثل جزءا من قصة عائلتها ومصدر فخر لها".
مشاركة :