يخفض الصيام على اختلاف عدد ساعاته وأنواعه، مستويات السكر في الدم، كما يُنشِّط الخلايا المناعية القاتلة للسرطان، إضافة إلى تحسين فاعلية العلاج الكيميائي تجاه الخلايا السرطانية. إذ إن للصيام تأثيرًا على كل خلايا الجسم بما يزيد تحصينها تجاه السرطان، ويمنع انتشار الخلايا السرطانية بينها، لكن كيف يتم ذلك على وجه الدقة؟ وهل يُعدُّ الصيام وحده علاجًا للسرطان؟ هذا ما توضحه لك مجلة «الرجل» خلال السطور التالية: يُؤثِّر الصيام على الخلايا السرطانية بآليات غير مُتوقَّعة، مثل: الأنسولين هو الهرمون الداعم لخلايا الجسم في استهلاك السكر؛ لإنتاج ما يلزمها من طاقة، وربَّما يُعانِي بعض الرجال مقاومة الأنسولين؛ أي عدم استجابة الخلايا له، ومِنْ ثَمَّ عدم الاستفادة من السكر، وارتفاع مستوياته في الدم. يُحاوِل الجسم في أثناء الصيام الاحتفاظ بأكبر قدرٍ مُمكنٍ من الطاقة، وبذلك تزداد حساسية الخلايا تجاه الأنسولين، ويتخلَّص الجسم من السكر المُتراكِم في الدم، ومعلومٌ أنَّ تحسُّن حساسية الأنسولين يُعرقِل نمو الخلايا السرطانية، بل نشأتها أيضًا. البلعمة الذاتية عملية خلوية، إذ تتحلَّل أجزاء من الخلايا لإعادة استخدامها لاحقًا، وهذه العملية ضرورية؛ للحفاظ على الخلايا، إضافة للدفاع عنها، والوقاية من السرطان. وبيَّنت دراساتٌ أُجريت على الفئران، بحسب موقع "medicalnewstoday"، أنَّ ضعف البلعمة الذاتية من أسباب انخفاض مستويات الجينات المُثبِّطة للسرطان، ما يُؤدِّي إلى السماح بنشأة السرطان. لكن الصيام يدعم البلعمة الذاتية، ما يُساهِم في الوقاية من السرطان، بل هو مُمِيت لبعض أنواع الخلايا السرطانية وفقًا لموقع "medicinenet". بيَّنت بعض الأبحاث أنَّ الصيام لأوقاتٍ طويلة يحمي الخلايا الجذعية من التأثيرات السلبية للعلاج الكيميائي على مناعة الإنسان، إضافة لتنشيط الخلايا الجذعية؛ لتجديد الخلايا المناعية، وإصلاح التالف منها، ما يُوفِّر كفاءةً مناعية أعلى تجاه الخلايا السرطانية. اقرأ أيضًا: 9 نصائح للتغلب على الإرهاق أثناء الصيام يُستخدَم العلاج الكيميائي للتغلُّب على السرطان، ووجد الباحثون فوائد عديدة للصيام مع تلقِّي ذلك النوع من العلاج، مثل: كذلك، فإنَّ الصيام يزيد حساسية الخلايا السرطانية للعلاج، ما يزيد كفاءة العلاج الكيميائي، ويُحسِّن نتائجه. لكن انتبه، الصيام ليس بديلًا عن العلاج، بل هو مساعد ومُعزِّز، ويُفضَّل استشارة الطبيب؛ للحصول على التأثير المثالي للصيام والعلاج الكيميائي معًا. تُنتَج الكيتونات بوساطة الكبد في أثناء الصيام، أو نتيجة عدم الحصول على ما يكفي الجسم من الكربوهيدرات عبر الحمية الغذائية، فهذه الكيتونات مُقاومة للسرطان. كما لفت موقع "frontiersin" إلى فاعلية الكيتونات تجاه خلايا سرطان البنكرياس، إضافة إلى خلايا الورم الأرومي العصبي، ومِنْ ثَمَّ يكون الصيام فعَّالًا في تثبيط نمو الخلايا السرطانية. يمنع الصيام نمو السرطان عبر إصلاح الحمض النووي، إذ يزيد نشاط البروتينات المسئولة عن إصلاحه، ومعلومٌ أنَّ تلف الحمض النووي من أبرز أسباب السرطان. نقل موقع "science" عن إحدى الدراسات، أنَّ الصيام يحد من انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، بتقليل مستويات بروتين عامل النمو المشابه للأنسولين "IGF-1"، وهو البروتين الذي يسمح بزيادة أعداد الخلايا السرطانية وانتشارها في الجسم. كذلك، أظهرت دراسةٌ أخرى في مجلة "nature"، أنَّ الصيام يزيد كفاءة العلاج الكيميائي تجاه الخلايا السرطانية، ما يمنع انتشارها في الجسم، لكن الأمر مازال بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الأبحاث. اقرأ أيضًا: أهم فوائد الصيام الصحية.. طرد السموم وتقوية المناعة أظهرت دراسات أولية، انخفاضًا لفرص الإصابة بالسرطان، أو مُعدَّل نموه، مع الصيام وفقًا لموقع "healthline"، كما رجَّحت الدراسات عودة ذلك إلى تأثيرات الصيام الآتية: وأجرى الموقع، دراسة لرصد تأثير الصيام لمُدّة 9 - 12 ساعة على الفئران، أظهرت إيقاف الصيام لتقدُّم السمنة ومرض السكري من النوع الثاني. حيث تعد السمنة من العوامل الرئيسة في الإصابة بالسرطان؛ لأنها تسبِّب التهاباتٍ مزمنة تزيد خطر الإصابة به، ومِنْ ثَمَّ فإن تحجيم الصيام للسمنة يدعم علاج السرطان. ليس الصيام بديلاً عن علاج السرطان بالوسائل المعروفة، وإنَّما عاملٌ مساعد في العلاج، يزيد فاعلية العلاج الكيميائي، ويسهم في الوقاية من السرطان، عبر إصلاح الحمض النووي، وتعزيز مناعة الجسم تجاه الخلايا السرطانية. لذلك، يُفضَّل استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى الصيام كحل مساعد للعلاج، إذ قد لا يُناسِب المُصابِين بسوء التغذية، أو الدَنَف، إذ رُبَّما يستمر فقد المريض لمزيدٍ من الكتلة العضلية. كما ينبغي على مرضى السكر الحذر؛ لما قد يُسبِّبه الصيام من هبوط لمستويات السكر لديهم، ما يستوجب تلقِّي تعليمات الطبيب بشأن العلاج والوقت المناسب له بجانب الصيام؛ تفاديًا لانخفاض مستويات السكر في الدم.
مشاركة :