مِن أحياء الحجاز والشام الساكنتَين في حضن التاريخ والعراقة والتراث، إلى خنادق الرصاص والبنادق والموت أثناء الحرب العالمية الأولى، تنتقل أحداث العمل الدرامي الملحمي الضخم "سفر برلك" بين عالمَين متناقضَين جمع بينهما زمنٌ واحد. ويُعد العمل آخر مشروع حضّر له المخرج الراحل حاتم علي قبيل أيام قليلة من وفاته، وهو من إخراج الليث حجو، توزعت البطولة بين نجوم من المملكة العربية السعودية وسورية ولبنان والعالم العربي. تدور الأحداث قُبيل وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى التي عُرفت في العالم العربي والشرق الأوسط باسم "سفر برلك"، فما أن تم إعلان حالة النفير العام التي فرضها الفَرَمان العثماني في عام 1914، حتى طالت المأساة معظم العائلات والمدن العربية التي اقتيد رجالها وأبناؤها معاً إلى الجبهات الشرقية والغربية ليواجهوا مصيرهم في حربٍ مدمّرة استمرت على مدى أربع سنوات. إنتاجٌ ضخم لملحمة تاريخية خالدة، صُوّرت مشاهد المدينة المنورة ضمن مدينة إنتاجية تم تشييدها خصيصاً لتحاكي الأحداث أشرف على بناء ديكوراتها محمد أمين، حيث تم بناء المدينة المنورة في ذلك الزمن، على مساحة قدرها 25 ألف متر مربع، فيما صُوّرت مشاهد إسطنبول ضمن مدينة أخرى تم تشييدها خصيصاً لتحاكي مدينة إسطنبول في ذلك الزمن على مساحة نحو 20 ألف متر مربع، ناهيك عن مشاهد الحروب والجبهات في سيبيريا والقوقاز إلى جانب مشاهد أخرى جرى تصويرها في كل من دمشق وبيروت وسواهما.
مشاركة :