نشرت السلطات العراقية آلاف الجنود في قاعدة عسكرية في شمال العراق، استعداداً لعمليات استعادة مدينة الموصل، معقل تنظيم داعش، في وقت استعادت القوات العراقية السيطرة على منطقة جويبة في ضواحي مدينة الرمادي. وقال ضابط برتبة عميد ركن في الجيش العراقي لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن وحدات من قوات الجيش بدأت تصل إلى قاعدة عسكرية قرب قضاء مخمور لبدء عملية عسكرية باتجاه الموصل. والهدف الأول في العملية هو قطع إمدادات تنظيم داعش، بين الموصل ومناطق كركوك والحويجة من جهة، والموصل وبيجي الواقعة في صلاح الدين من جهة أخرى. وأضاف المصدر نفسه أن هناك ثلاثة ألوية متمركزة في تلك القاعدة حالياً، ومن المقرر وصول 4500 جندي آخر من الفرقة 15 إلى القاعدة لتدخل التحضيرات لاستعادة الموصل في مرحلة جديدة. يشار إلى أن الفرقة 15 والفرقة 16 من الجيش العراقي أنهتا تدريباتهما في معسكرات في بغداد، من أجل المشاركة في عمليات استعادة الموصل. وتعد معركة الموصل من أصعب المعارك ضد الإرهابيين، بسبب كبر المساحة، وبعدها عن العاصمة، واتصالها بطرق إمداد معقدة وكثيرة مع معاقل داعش في سورية. في الأثناء استعادت القوات العراقية أمس، السيطرة على منطقة جويبة في ضواحي مدينة الرمادي، التي كانت سيطرت عليها في نهاية ديسمبر، وطردت منها مقاتلي تنظيم داعش. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء إسماعيل المحلاوي، إن قطعات عسكرية من جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الثامنة في الجيش وعمليات الأنبار وشرطة الأنبار، تمكنت خلال عملية عسكرية واسعة من تحرير منطقة جويبة بالكامل، ورفع العلم العراقي فوق أحد أبنيتها. من جهة ثانية، قالت مصادر أمنية عراقية، إن قوات مشتركة من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب ومسلحي العشائر من أبناء محافظة الأنبار، تواصل تقدمها شرق الرمادي، بعد تمكنها من استعادة منطقة السجارية بالكامل من قبضة تنظيم داعش، بينما قتل ثمانية من الحشد الشعبي في هجوم جديد للتنظيم قرب مدينة الفلوجة. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عبدالغني الأسدي، إن القوات العراقية باتت على مشارف مدخل منطقة جويبة (شرق الرمادي)، مشيراً إلى أن العمليات مستمرة بهدف تطويق مسلحي التنظيم من جميع الجهات. ووفقاً لوزارة الدفاع العراقية، فإن العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش في السجارية، وانتشار قناصيه كانا السبب الرئيس لتأخر حسم المعركة، ما دفع القوات الحكومية إلى الاستعانة بطائرات التحالف. في غضون ذلك، قالت مصادر إن 15 مدنياً ــ معظمهم نساء وأطفال ــ قتلوا في تفجير عبوات ناسفة أثناء محاولتهم الخروج من مناطق شرقي الرمادي. وتأتي هذه التطورات في ظل معاناة إنسانية يعيشها أهالي المنطقة، الذين أصبحوا بين نيران القوات الحكومية وحصار تنظيم داعش لهم، بعد أن منعهم من مغادرة مناطقهم التي أصبحت مسرحاً للعمليات العسكرية اليومية.
مشاركة :