المشاركة البرية.. متى ولماذا؟ - هاشم عبده هاشم

  • 2/9/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ردت المملكة بشكل قوي على المشككين في مدى جديتها في مكافحة الإرهاب في سورية وفي غير سورية وكذلك على الذين يزعمون أن بلادنا.. وثقافتنا هي مصدر الإرهاب.. عندما أعلنت منذ بضعة أيام أنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سورية لهذا الغرض.. ولكن في إطار مشاركة دولية حقيقية من قبل الجميع تحقيقاً لهدف استئصال هذا الإرهاب الذي خلقه النظام السوري وغذته إيران وأذرعها في المنطقة وفي مقدمتها حزب الله.. وساهمت في التغطية عليه واستفحاله الطائرات الروسية التي جاءت بذريعة مكافحة الإرهاب فإذا بها توجه قنابلها وصواريخها إلى الشعب السوري وقوى المعارضة المعتدلة التي تحاول أن تنتصر لهذا الشعب ضد نظامه الفاسد.. •• وإذا اجتمعت الدول المعنية هذا الاسبوع للاتفاق على تطوير عمل التحالف وتوجيه ضربات ساحقة ضد الإرهاب المتمثل في القاعدة وداعش فإن عليها ألا تنسى الحقائق التالية: * أولاً: أن التنظيمات الإرهابية صناعة نظام أراد أن يصرف انتباه العالم عن جرائمه ويشغله بممارسات بشعة كالتي تقوم بها تلك التنظيمات التي يحارب أكثرها قوات المعارضة أكثر مما يواجه نظام الاسد.. وفصائل الحرس الثوري ومليشيات حزب الله الذين يتسببون في قتل الأبرياء صباح مساء. * ثانياً: أن التوصل إلى اتفاق واضح المعالم مع روسيا لتوجيه قدراتها الموجودة على الأرض السورية إلى المنظمات الإرهابية وليس إلى غيرها بات ضرورة ملحة وإلا فما قيمة أي عمل تقوم به دول التحالف إذا كان هناك من يعمل على بقاء العوامل والأسباب التي أدت إلى وجود تلك التنظيمات الإرهابية.. وأنه إذا لم تتمكن هذه الدول مجتمعة من أن تمنع الممارسات الروسية الحالية فإنه لا قيمة لهذا التحالف ولا لأي مشاركة فيه. * ثالثاً: أن الدول الكبرى (أمريكا/ روسيا/ بريطانيا/ المانيا/ فرنسا/ الصين) وغيرها مطالبة – قبل غيرها – بأن تُشارك بفعالية في المواجهة مع الإرهاب بقوات برية ضاربة لأن أخطار الإرهاب قد طالت وسوف تطال كل دول العالم.. وبالتالي فإن القضية قضية دولية وليست قضية منطقتنا وحدها، وإذا هي اكتفت بالتخطيط وإدارة العمليات فقط فإن أحداً في ظني لن يُرسل قوات برية على الأرض لأسباب عديدة.. نُدرك أبعادها ومراميها ونفطن لها جيداً.. •• وبصورة أكثر تحديداً.. •• فإن دولنا وشعوبنا متيقظة لكل ما يُحاك ضدها.. ولن تنجر وراء سياسات قد لا تُريد لنا الخير.. ولا تُساعد منطقتنا على تحقيق الاستقرار المنشود.. بل تُمعن في تشتيت جهودنا.. وبعثرة قدراتنا.. واستنفاد مواردنا.. في وقت تحتاج فيه دول المنطقة وشعوبها إلى كل ريال حتى تعيش حياتها في رخاء وأمان.. بفضل الله أولاً، ثم بفضل حكمة القيادات التي كانت باستمرار حريصة على تأمين سلامتها ودرء المخاطر عنها.. والله المستعان. * ضمير مستتر: •• تظل قوياً.. ما كنت حذراً من عدوك.. ومتيقظاً لكل الأخطار المحدقة بك.. ومتحسباً لكل خطوة تُقدم عليها لتأمين سلامتك أولاً..

مشاركة :