شهد اليوم الرابع من فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمسابقة دبي الدولية للقرآن، تألق المتسابق السعودي خالد سليمان صالح البركاني البالغ من العمر 24 سنة، ليكون أول متسابقي دول مجلس التعاون الخليجي مشاركة وتميزاً في الدورة الحالية. وامتاز أداء المتسابق السعودي الذي درس في جامعة الإمام ابن سعود العلوم الشرعية، بالثقة العالية، ليكون امتداداً لمدرسة بلاده المعروفة بعراقتها القرآنية، ولم يقع في خطأ ظاهر في الحفظ، فتمكن من إسكات أجراس لجنة التحكيم الدولية التي تقرع لتنبيه المتسابق عند وقوعه في خطأ يتعلق بالحفظ، رغم أنه تردد في آيتين، لكنه استطاع أن يكمل ويصحح لنفسه. وأظهر البركاني، وهو إمام مسجد حالياً، قدرة فائقة في الأخذ بأحكام التجويد، والاهتمام بمخارج الأصوات والحركات على الأحرف. كما شهدت هذه الليلة، تميز المتسابق صالح أحمد تكريم من بنجلاديش، البالغ من العمر 14 عاماً، رغم أنه لا يتكلم اللغة العربية مطلقاً، رغم أنه من أفضل من قرأ القرآن في الدورة الحالية للمسابقة، حفظاً وأداءً، وأيضاً على مستوى الدورات السابقة للجائزة. وأكد مختصون ومتابعون لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، أن المتسابق البنجالي، نجح في أن يكون امتداداً لأداء بلاده المتميز جداً في مشاركته بالمسابقة، حيث ينافس بقوة في المركز الأول، وعلى أقل تقدير استطاع أن يحجز لبلاده أحد المركز الخمسة الأولى. وأشار المتابعون إلى أن ممثل بنجلاديش يتمتع بصوت جميل وخاشع ومتقن إلى حدّ كبير لمخارج الأصوات وأحكام التجويد، ويمتاز بالثقة العالية في النفس والتمكن من التلاوة، مشددين على أنه بعد أدائه المتميز في الاختبارات وجه إنذاراً لمنافسيه بالتخصص. ولم يقع المتسابق البنجالي، في أي خطأ في الحفظ، حتى أن لجنة التحكيم تركت كتابة الملاحظات، وتفرغت للاستماع إليه والتمتع بصوته الحسن. وأظهر هذا المتسابق، اهتماماً كبيراً بأحكام التجويد، ونال استحساناً عالياً من جماهير أبناء جاليته الذين توافد على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي لمؤازرة متسابقهم، حتى ملؤوا أرجاء المكان وافترشوا الأرض. وعبرت الجالية البنجالية عن سرورها بأداء متسابقهم بعد تجاوزه الاختبارات بنجاح والتفافهم حوله للتعبير عن سعادتهم بما قدم. وإذ كان متوقعاً الأداء المتميز للمتسابقين السعودي والبنجالي، فإن ما قام به المتسابق حافظ عبدالكريم كابيتو من أوغندا، كان مفاجأة بكل المقاييس، بعدما تمكن أن يكون ثالث متسابق في هذا اليوم يسكت أجراس لجنة التحكيم، ولا يرتكب خطأ في الحفظ، ليس هذا فحسب بل تميز بصوت ندي وعذب لحد كبير. واتسم أداؤه بالاهتمام بالتجويد، وإعطاء كل حرف حقه وإخراجه من مخرجه الصحيح، ويعايش الآيات وكأنه يفسر ما يقرأ من كتاب الله، وبذلك تكون أوغندا أحدث المفاجآت بالدورة الحالية، مما يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من المفاجآت. ويدرس المتسابق حافظ عبدالكريم كابي من أوغندا، العلوم الشرعية حالياً، وبدأ الحفظ في سن 6 سنوات، وأتمه في الثامنة، وقد شارك في مسابقة تنزانيا عام 2020 ومسابقة كينيا عام 2021. وتظهر قوة التنافس كل يوم من أيام الجائزة، أن لعبة السلالم المتحركة مستمرة بالنسبة للمراكز الأولى، حيث تتغير كل يوم، بسبب دخول دول جديدة حلبة المنافسة في المراكز الأولى. وكان تنافس 6 متسابقين ضمن فعالية اليوم الرابع لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الـ 26 بمتابعة جماهيرية لقاعة الفعاليات بندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي والتي امتلأت بجمهور الحضور من أبناء الجاليات المتابعين لمتسابقي بلدانهم، بحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وأعضاء اللجنة المنظمة، وعدد من المسؤولين ورعاة اليوم الرابع. وقد نظمت وحدة العلاقات العامة بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم رحلة للمتسابقين المشاركين في مسابقة دبي الدولية لزيارة مقر الجائزة بمنطقة الممزر بدبي، حيث قاموا بزيارة معرض السلام عليك أيها النبي، وهو معرض يحكي سيرة رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم. كما قاموا بزيارة معرض كساء الكعبة، ومعرض محمد بن راشد للمخطوطات القرآنية والذي يحتوي على العديد من المخطوطات النادرة والقيمة للقرآن الكريم، ويعرض تاريخ وأساليب كتابته، ويعتبر هذا المعرض فرصة نادرة لرؤية هذه المخطوطات، والتعرف على تاريخ القرآن الكريم. أخبار ذات صلة «دبي الدولية للقرآن الكريم» تنطلق غداً بدء الطبعة الثانية لمصحف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تقارب المستويات تحدث فضيلة الدكتور أحمد بن حمود الرويثي، رئيس لجنة التحكيم، عن ارتفاع وتقارب مستويات المتسابقين في حفظ كتاب الله وتلاوته وتجويده، وثقتهم العالية في أنفسهم أثناء تلاوتهم، وسعيهم للتميز وتحقيق أفضل النتائج بتنافسهم الشريف في هذا الميدان المبارك، وتمنى لجميع المتسابقين التوفيق واستمرار العطاء في حفظ كتاب الله وتدبر آياته. وأشار عبدالعزيز المرزوقي نائب رئيس وحدة الإعلام بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، إلى إصدار وحدة الإعلام كتيباً يوضح فروع الجائزة التي وصلت إلى 14 فرعاً تخدم كتاب الله الخالد القرآن الكريم، وجاء الإصدار باللغتين العربية والإنجليزية، وسيوزع خلال أيام المسابقة وفي الحفل الختامي لهذه الدورة يوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك في مدينة «إكسبو دبي»، وبعد ذلك سيتم توزيعه على زوار مبنى الجائزة في الفعاليات.
مشاركة :