مع أيام هذا الشهر الفضيل يحرص أهل وأبناء حي البخارية وهي من الأحياء القديمة بجدة على استعادة مشهد الإفطار الجماعي في لفتة إنسانية وعادة جميلة مستلهمة من قيمنا الأصيلة وتراثنا الرمضاني الذي كان سمة لهذا الشهر الكريم في الماضي. وبمناسبة الإفطار الجماعي السنوي، رغم التباعد بسبب العدد وإزالة الأحياء العشوائية بجدة، ولتطوير الأحياء على حسب رؤية 2030، وتباعد الكثير من الجيران من داخل الأحياء وخارجها، إلا أنه لا يزال أهل وحي البخارية يحتفظون بعادات لهم في شهر رمضان بأكثر من 44 سنة توارثوها الآن أبا عن جد، يستعيدون من خلالها شريط ذكرياتهم، أهمها إعداد الولائم والإفطار الجماعي، الذي يزيد الترابط بين الأسر والجيران، ولذلك أقول: احتفاء بحلول شهر رمضان المبارك، وذلك كعادتهم السنوية في كل رمضان… أقام أبناء حارة البخارية وما جاورها حفلهم الجماعي يوم الثلاثاء ٦ رمضان ١٤٤٤ ه الموافق ٢٨ مارس ٢٠٢٣ م، وذلك بملعب فاير بول بشارع الأمير سلطان، بمشاركة كبارهم وصغارهم لهذا التجمع السنوي والذي يمثل قوة الترابط بينهم والحنين للزمن والجيرة الجميلة وبتكاتف روح الفريق الواحد تم الإفطار الجماعي بكل محبة وسرور على وجوه الجميع بفرحة هذا اللقاء، وبعد أداة صلاة المغرب قال الأستاذ عبد الله تركستاني وهو من أبناء الحارة قال: بكل الحب والوفاء وبأرق كلمات الشكر والثناء، ومن قلوب ملئها الإخاء أتقدم بالشكر والثناء، لمن ساهم في لقاء المحبة والإخاء، وكما أسأل الله أن يرحم من كانوا يصومون معنا في الأعوام السابقة ولم تبلغهم رمضان هذا العام، اللهم واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وجزاكم الله خيرا على تلبية دعوة الإفطار الجماعي. … وقال منسقو حفل الإفطار الجماعي: الأستاذ عبد الرحيم تركستاني- والأستاذ طلال بخاري- والأستاذ محمد أمين تركستاني- والدكتور محمد مرغلاني، بأن الهدف الأسمى من هذا الإفطار الجماعي هو لتجديد الترابط والمحبة لذكريات الزمن الجميل، وأن نزرع البسمة على شفاه الجميع. كما شهد الإفطار حضور كوكبة من رموز وكبار الحي؛ وجمع غفير من الأبناء والجيران والأصدقاء. وقد بارك هؤلاء الرموز تلك الخطوة، وأثنوا عليها لما فيها من تقوية لأواصر الإخوة والمحبة واجتماع الكلمة وفي نهاية الإفطار قدم الجميع شكرهم للمنظمين والمساهمين ولكل مسلم الأسر التي ساهمت في تجهيز بعض الأطباق الشعبية البخارية لهذا الإفطار الجماعي الرائع. وشكر العم نوري خوجه أهالي الحي على محافظتهم على هذه العادة وعلي الجهود المبذولة والتي تتمثل بروح الفريق الواحد. وأبدى شباب الحارة سعادتهم في المشاركة بعادة قديمة في الحي، ويؤكدون أن هذا هو معنى الحارة وعادة أصيلة يحافظ عليها أهالي حارة ‘البخارية’ سنوات طوال، تؤكد معنى حب الخير، ومعنى الكرم والأصالة
مشاركة :