اعتقال صحفي أميركي في روسيا يشعل أزمة دبلوماسية تعيد العالم إلى فترة الحرب الباردة

  • 3/31/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر نورمان راوول، المسؤول الأميركي السابق في "CIA" قيام السلطات الروسية باعتقال مراسل صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إيفان غيرشكوفيتش، ضربة أخرى تأخذ العلاقات الأميركية - الروسية إلى أسوأ أوقاتها منذ الحرب الباردة. وفي تصريحات خاصة لـ"جريدة الرياض" قال نورمان راوول أن القوانين الأميركية تحظر بشكل نهائي تجنيد جهاز الاستخبارات المركزية "CIA" للصحفيين مؤكداً استبعاد فرضية أن يكون مراسل "وول ستريت جورنال" عميلاً للاستخبارات. وقال راوول "يعتبر هذا التحرك الروسي دليلاً اخراً على عدم رغبة روسيا تحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين" مضيفاً "هذه الخطوة تأتي انتقاماً من أميركا بسبب فاعلية دعم واشنطن لأوكرانيا، والذي يمنع روسيا من تحقيق أهدافها من الغزو". وأدانت وزارة الخارجية الأميركية استمرار روسيا بحملة قمع الصحفيين واعتقال مراسل "وول ستريت جورنال" معلنة عن عملها مع الصحيفة والسفارة الأميركية في روسيا للتواصل مع الصحفي الأميركي وإطلاق سراحه. ودعت الحكومة الأميركية المواطنين الأميركيين إلى الاستجابة لتحذيراتها بعدم السفر إلى روسيا أو مغادرة الأراضي الروسية على الفور. ورأى المحلل السياسي كونور ايشولز، من معهد "كوينسي" للدراسات في اعتقال غيرشكوفيتش محاولة روسية لتحذير المراسلين الأجانب من الاستمرار في نشر أي خطاب معادٍ لروسيا. وادعى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) يوم الخميس أن مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش كان "يتصرف بناءً على تعليمات من الجانب الأمريكي لجمع معلومات حول أنشطة إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي الذي يعتبر سرًا من أسرار الدولة". وتم اعتقال غيرشكوفيتش في مدينة يكاترينبورغ، في منطقة جبال الأورال، حيث سيظل محتجزًا حتى 29 مايو على الأقل، وفي حالة إدانته سيواجه عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن، وفقًا لمسؤولين روس. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إنها "تنفي بشدة" المزاعم مطالبةً روسيا بالإفراج عن غيرشكوفيتش، الذي يعيش في موسكو منذ ستة أعوام بعد أن حصل على بطاقة صحفية من وزارة الخارجية الروسية. وأعربت الصحيفة الأميركية عن قلقها على مصير غيرشكوفيتش في ظل قوانين روسية تنص على اجراء محاكمات التجسس بشكل سري. وبحسب معظم حالات توجيه تهم التجسس في روسيا، فإنه نادراً ما يتم تبرئة أي من المتهمين فيها بعد أشهر أو سنوات من التحقيقات. وقال ألكسندر جابيف، مدير مركز الدراسات الروسية في كارنيجي أن هذه الحادثة أتت لتعمق الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو، وليست إلا رداً روسياً على مساعدة الولايات المتحدة لأوكرانيا في الحرب. ويتوقّع جابيف أن تطالب الحكومة الروسية واشنطن باطلاق سراح بعض المحتجزين الروس في إطار عملية تبادل سجناء للإفراج عن الصحفي الأميركي. وكانت الولايات المتحدة قد أفرجت في ديسمبر الماضي عن الروسي فيكتور بوت، المدان بتهريب أسلحة، مقابل إطلاق سراح نجمة كرة السلة النسائية الأمريكية بريتني غرينر، التي احتجزتها السلطات الروسية في الأيام التي سبقت غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.

مشاركة :