بقلم/ محمد ابراهيم فايع كانت من العادات الجميلة التي تشكل لوحة رائعة من رمضان الأمس التي تعبر عن حرص الأسر آنذاك على التواصل والتآلف ونجدها اختفت في رمضانات اليوم عادة ( تبادل أطباق الطعام ) فكانت كل أسرة تحرص على أن ترسل أبناءها قبل أذان المغرب بقليل ،بأطباق متنوعة من الطعام الذي أعدته لوجبة إفطارهم إلى جيرانهم الأقرباء خاصة من الأكلات الشعبية ،وكانت تسمى ( طُعمة ) وتسمى ( ذواقة ) والهدف أن تشارك كل أسرة الأسر المجاورة لها الطعام الذي أعدته من باب التذوق ، ثم تقوم كل أسرة بإعادة الأطباق للأسر التي أهدتهم الطعام ،وقد مُلئت بشيء من الطعام الذي صنعوه كنوع من تبادل الطعام وتذوقه بينهم ،كانت هذه العادة الرمضانية تزيد من أواصر العلاقات بين الجيران والأقارب وهم يتبادلون وجباتهم الرمضانية،اليوم هذه العادة اختفت إلى حد كبير. أما الحديث عن(برامج رمضان الأمس)فقد يطول الحديث بنا والجميع يتذكرأن(برامج رمضان الأمس)كانت ذات مضامين هادفة ورسائل توعوية،وتقدم التسلية والمتعة في(أنقى)صورها،فلن ينسى ذاك الجيل(البرامج الدينية)وفي مقدمتها برنامج الشيخ(علي الطنطاوي على مائدة الإفطار)وبرنامج (العلم والإيمان)لمصطفى محمود)أو برنامج(خواطر الشعراوي)وبرنامجه الآخر(تفسير القرآن الكريم)إلى جانب(برامج المسابقات الرمضانية)فلايمكن نسيانها مثل(برنامج حروف–وكان أبرزمن قدمه ماجد الشبل)وبرنامج(سباق المشاهدين)الذي كان يأتي بعيد منتصف الليل ويقدمه(حامد الغامدي) . وكان هناك العديد من(المسلسلات الرمضانية)الجيدة التي لاتشبه مسلسلات اليوم،كمسلسل(بابا فرحان) والمسلسل الذي لا ينساه جيلنا(حبابة)إلى جانب مسلسل(طاش ماطاش)الذي كان يتناول القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي مصحوب بشيء من السخرية والنقد الهادف المقبول،ومسلسل(شهر الخير)بطولة بكرالشدي. أما(الأسواق الشعبية في منطقة عسير)في شهر رمضان،فإلى جانب الأسواق الشعبية الشهيرة المعروفة في منطقة عسيرقديما مثل(سوق الثلاثاء في مدينة أبها،وسوق الخميس بخميس مشيط،وسوق الأحد بأحد رفيدة،وسبت بني رزام،واثنين بن حموض،وربوع آل يزيد،وخميس عبيدةوظهران الجنوب،وخميس رجال ألمع،وسوق الجمعة بالواديين)وغيرها في(محايل عسيروبللحمر وبللسمر والنماص وتنومة)ومعظمها ارتبطت أسماؤها بأيام الأسبوع التي تعقد خلالها . ;كانت هناك(أسواق)رمضانية داخل تلك الأسواق،أو في مواقع قريبة من المواقع السياحية،وعلى الطرق الرئيسة،تنجح في استقطاب أهل المنطقة ومن يأتي إليها خلال الشهر الكريم،وتشكل لوحة جميلة تعكس من خلالها(مدى فرحة)الناس بقدوم شهر رمضان(وحجم اشتياقهم)للاجتماع مع بعضهم بعضا إضافة إلى(تنوع)ما تعرضه من خلال(بسطاتها وأكشاكها)من أكلات وأطعمة رمضانية،إضافة إلى ما يعرض من المنتوجات الزراعية والنباتية التي تنتجها مزارع المنطقة من(فواكه وخضراوات)وقد أتاحت للأسر المنتجة فرصة لتسويق ما يعدونه في بيوتهم من أكلات شعبية وحديثة خاصة بشهر رمضان فكانت لهم رافدا اقتصاديا جيدا. أعرف من تلك الأسواق(سوق رمضان القريب من مصلى العيد بأبها،وسوق رمضان طريق وادي ابن هشبل بالخميس،وسوق رمضان بسوق أحد رفيدة،وسوق الجمعة بالواديين) لايمكن أن تمْحى صورتها من ذاكرة من عرفها،وجال بين(بسطاتها وأكشاكها)وكان يرتادها وبالمناسبة فأسواق المنطقة القديمة التي ذكرتها،مازالت إلى اليوم تحمل طابع الأمس،وبقيت صامدة في وجه التغيرات الحياتية رغم وجود الأسواق الحديثة،ووجدت عناية لتطويرها وتنظيمها من الجهات البلدية،ونالت الإشراف اللازم لضمان جودة وصحة ما تعرضه . أما مايتعلق بأشهرما تقدمه الأسواق الرمضانية الشعبية في شهر رمضان،فقد كانت تقدم(اللحم الحنيذ والخبزبأنواعه البر والشعير والذرة، والحلبة واللحوح ،والدخن وأصناف الأكلات الرمضانية المعروفة منذ القدم ،والحديثة مثل(السمبوسة والشوربة واللقيمات) وللحديث بقية
مشاركة :