إمام المسجد النبوي: الله رحم الناس بخير الشهور وجمع فيه العبادات والبركات

  • 3/31/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي؛ المسلمين، بتقوى الله، فهي خير زاد ليوم المعاد، إن خير الساعات ما فضله الله من الساعات، وخير الأيام ما فضله من الأيام، وخير الشهور ما فضله من الشهور، وخير الأعمال ما شرعه الله في تلك الساعات والأيام والشهور. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الله تعالى علم المسلمين تلك الساعات والأيام والشهور، وشرع فيها الأعمال الصالحات وحذّر فيها وفي غيرها من الأعمال السيئات لنجتهد في القربات، قال تعالى (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ). وأضاف أن الفضل مبدؤه من الله ومنتهاه إلى الله، قال تعالى (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى)، فلله الحمد والشكر، وإذا كان حال من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر يفرحون بلعاعة الدنيا وزخرف متاعها الحائل الزائل قال -جل من قائل-: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ). وقال الشيخ “الحذيفي”: إذا كان المؤثرون للدنيا على الآخرة فرحين بدنياهم ناسين للآخرة، فليتفكروا في عاد وثمود والأمم الخالية ممّن عصوا الرسل -عليهم الصلاة والسلام- كيف ذهبت الملذات والشهوات وبقيت الحسرات والتبعات والأوزار والسيئات. وأشار إلى أن الله -عزّ وجلّ- رحم الناس بخير الشهور، وأنه جمع فيه من العبادات والبركات ما لم يجتمع في غيره، وضاعف فيه من الأجور ما زاد على الثواب فيما سواه، وحفظ المسلمين فيه من الموانع عن الطاعات وصرف الله فيه الشياطين عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- من أن تصدهم عن طرق الخير، ففي الحديث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين). وأردف أن هذا الشهر المبارك فيه من إحسان الصلاة ونورها وفيه الزكاة لمَن أراد أن يجعل رمضان زمانًا لأدائها ولمَن يحب الإحسان، مشيراً إلى أن شهر رمضان شهر فيه النفقات الواجبات والمستحبات التي تقي صاحبها من النار وتظله يوم يكون المرء في ظل صدقته. وتابع: في هذا الشهر أنواع الذكر المنجيات، وكثرة التلاوة للقرآن الذي يرفع الله به الدرجات ويحط به السيئات ويقيم به القلوب على أحسن الصفات. وقال إمام المسجد النبوي: العمرة فيه كالحج الأصغر التي ثوابها كحجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو كحجة، وفيه أنواع البر والإحسان للمحتاجين والوالدين والأقرباء وفي الحديث: الصدقة تدفع ميتة السوء، وتدفع البلاء، وفي الصيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الصيام لمَن تفكر فيه كل طاعة وترك كل معصية وما استصلحت النفوس إلا بالصوم مع الصلاة قال تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). وأضاف: ما مضى من الأيام لن يعود قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)؛ وأن على المؤمن الاستكثار من العمل الصالح للحياة الأبدية، ففي الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (نِعمَتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصَّحةُ والفّراغ).

مشاركة :