على ما يمثّله شهر رمضان المبارك من مكانة خاصة في قلوب المسلمين، على اختلاف ثقافاتهم وعاداتهم، إلا أن للشهر الفضيل نكهته الخاصة في دولة الإمارات، في ظِلّ المبادرات المؤسسية والمجتمعية، التي يتم إطلاقها في رمضان وبما تتوافق مع روحانيات هذا الشهر الكريم. فإلى جانب الأجواء الإيمانية والعادات الاجتماعية الأصيلة، التي تسعى مؤسسات الدولة لتأصيلها وحثّ المجتمع للحفاظ عليها، يشهد هذا الشهرُ الفضيلُ في دولة الإمارات، إطلاقَ العديد من المبادرات، التي تركّز على حثّ المجتمع للإسهام في الحملات الخيرية والإنسانية، الهادفة إلى إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاجين ودعم الأُسر المتعففة، ليس على مستوى دولة الإمارات فقط، وإنّما على مستوى العالم الإسلامي أجمع. وهذا ليس غريبًا على دولة الإمارات التي تسعى في مختلف الأوقات لتقديم الدعم والسند للمحتاجين، إذ يشهد الشهرُ الفضيل مزيدًا من الحملات الخيرية والإنسانية، ولذا لا عجب أن تتولى بعثات دولة الإمارات في الخارج تنظيمَ موائد الرحمن الرمضانية، وكذلك الإشراف على إيصال المساعدات المرتبطة بهذا الشهر الفضيل. هذا إلى جانب المبادرات المجتمعية الأخرى، والتي تُعنى بنشر الوعي المجتمعي، من خلال المجالس الرمضانية، التي تُشرف عليها العديد من الوزارات والمؤسّسات الحكومية، منها المحاضرات التي يقيمها «مجلس محمد بن زايد»، وكذلك المحاضرات التي تقيمها مجالسُ وزارة الداخلية، هذا إضافة إلى المحاضرات الدينية، التي تُشرف عليها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، من خلال برنامج «ضيوف الرحمن»، وكل هذا يبرهن على أن مؤسّسات الدولة اكتسبت خبرة على مدى عقود في كيفية استثمار الشهر الفضيل لرفع الوعي المجتمعي، من خلال استقطاب خيرة المحاضرين والمتحدّثين في شتّى المجالات، وبما يعزّز نهج الدولة لنشر التسامح والوسطية، وفي الوقت نفسه زيادة الُّلحمة بين أفراد المجتمع. إن أيادي إمارات الخير، وسعيها الدؤوب لإدخال الفرحة على أفراد المجتمع، هو نهج أصيل نابع من عادات وتقاليد دولة الإمارات، والتي تأصّلت على يد القيادة الرشيدة لهذا الوطن المعطاء، منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ففي الماضي كانت هذه المجالس عبارة عن عريش يضمّ أكبر عدد من أفراد الفريج، ولكنها صارت اليوم مختلفة تمامًا، مع حفاظها على عبق التراث والأصالة. وفي شهر رمضان المبارك، تستضيف دولة الإمارات علماء دين ومقرئين من الدول الإسلامية المختلفة، وتُقيم مسابقة دولية للقرآن الكريم يشارك فيها العشرات من حفظة القرآن تلاوة وفهمًا وتجويدًا، وتنشط الجمعيات الخيرية في دولة الإمارات بشكل خاص في هذا الشهر الفضيل، وتبذل جهودًا مضاعَفة لجمع التبرعات وأموال الزكاة لتوزيعها على المحتاجين. ويظلّ مجتمع الإمارات حريصًا على الإبقاء على الطقوس والعادات الاجتماعية المميزة لشهر رمضان المبارك، باعتبارها جزءًا من تراثنا وهويتنا. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :