وصلت رواية «حجر السعادة» لمؤلفها الكاتب العراقي أزهر جرجيس إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السادسة عشرة. وفي حواره مع «الاتحاد»، قال جرجيس معبراً على شعوره بوصول عمله الروائي إلى القائمة القصيرة: كان خبراً سعيداً بلاشك، فالجميع يعلم مكانة هذه الجائزة، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل الإقليمي والعالمي أيضاً. إن ما تفعله «البوكر العربية» لا يقل شأناً، في رأيي، عما تفعله النسخة العالمية من الجائزة، والتواجد ضمن القائمة القصيرة بحد ذاته يعد إنجازاً لا يستهان به. أخبار ذات صلة الحكام يواصلون استقبال المهنئين بشهر رمضان منى الهاشمي لـ «الاتحاد»: 15 مليون درهم لاحتضان 75 مؤسسة ودعم 16 برنامجاً غير ربحي الفضاء السردي ورداً على سؤال: أين ومتى تدور أحداث الرواية، وكم أخذت من الوقت لكتابتها؟ قال أزهر جرجيس: تدور أحداث «حجر السعادة» بين مدينتَي الموصل وبغداد خلال الفترة الزمنية من 1962 إلى 2018، متتبعة حياة «كمال توما»، الحالم بالتصوير وامتلاك كاميرا، والذي يضطر للهرب صغيراً من العنف الأسري والاختباء في بستان الجن! ولكنه لم يكن يعلم بأن حجراً صغيراً بين حشائش البستان، كان بانتظاره، ليرافقه فيما يلي من سني عمره. ويلتقط الصبي الحجر الغريب ويواصل الهروب على متن شاحنة متجهة جنوباً صوب العاصمة بغداد. وعندما يصل إلى بر الأمان يلجأ إلى «خان الرحمة» وينشأ في جو ملبّد بالجوع والفقر والخوف، فيكتشف ذات ليلة، وبمحض الصدفة، ضالته في ذلك الحجر، ليمضي متخففاً من أعباء «التأتأة» بمضغه. الأمر الذي يعينه على مواصلة الحياة، فيتعرف على مصور محترف ويضعه الأخير على موعد مع حلمه، كإنسان وكمصور. وهكذا يصبح كمال مصوراً جوالاً يحمل الكاميرا ويجوب الأسواق والأزقة مؤرخاً لحياة الناس والمدينة، ومع مضي السنين ومرور البلاد في منعطفات حادة، تحتل الميليشيات الحي الذي يسكن فيه، لتنقلب حياته رأساً على عقب، عائداً إلى لحظة الخوف الأولى. وعن المشهد الروائي في الإمارات، قال أزهر جرجيس: لعل ما يميز المشهد الثقافي في الإمارات والخليج العربي بشكل عام هو الوتيرة المتصاعدة للنتاج الروائي كماً ونوعاً، الأمر الذي تجاوز «عكاظ» الشعر، وارتفع بالرواية لتكون «ديوان العرب» بدلاً عنه. وليس هذا بمختلَف عليه في حالة المشهد الأدبي في الإمارات، حيث المحاولات الجادة والدؤوبة لإيجاد مكان متميز بين أجناس الأدب الأخرى التي توارثتها المنطقة كالشعر النبطي والفصيح والقصة. وهنالك ميزة ثانية للمشهد الروائي الإماراتي يمكن الإشارة إليها، برأيي، وهي ظاهرة تستحق التوقف، وأعني الكتابة النسوية المتميزة أدبياً، فكثير مما وصلني، على الأقل، من روايات إماراتية كتبت بأقلام نسائية. وبالطبع، لا أستطيع الجزم من هو الصوت الروائي الأهم من غيره، ولكني قرأت باستمتاع كبير ما وصلني منها، وكان آخرها «يوميّات روز» لريم الكمالي. القراءة في ورق وعن الكُتّاب الذين يقرأ لهم جرجيس، قال: أقرأ كل ما يقع في يدي، شرط أن يكون من ورق، فأنا لا أحبذ القراءة الإلكترونية كونها تؤذي بصري. والعربية لغتي وبها أقرأ وأكتب، ولهذا فإن الرفوف الأولى لمكتبتي محجوزة لنتاجات الأدباء العرب شعراً ونثراً، ولعل أهمها أعمال نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ومحمد شكري، وفاضل العزاوي، وغائب طعمة فرمان، ومحمد مهدي الجواهري، وبدر شاكر السياب، ومحمود درويش، وكثيرون آخرون ممن لا يتسع المقام لذكرهم الآن. وكذلك فإني متابع جيد للنتاجات الجديدة، وأحاول دائماً الحصول على آخر الإصدارات، كونها تجعلني على اطلاع دائم على مستجدات المشهد «الكتابي» العربي، الذي أفخر بالانتماء إليه.
مشاركة :