هي مناسبة لا تقترن بتاريخ، أعلم أنه مضى عليها أيام ثلاثة، لكنها أرض فلسطين التي يجب التشبث بها واحياء ذكرى احتلالها على مرّ الأيام والسنين، فهي مناسبة زمن بأكمله، انه يوم الأرض الفلسطيني الذي يُحييه الفلسطينيون في الثلاثين من آذار من كل عام، حيث تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي الفلسطينية لآلاف الفلسطينيين. يوم يحكي حياة شعب، نهب الاحتلال أرضه، ليبقي على رزنامة أيامه تاريخا يحيي به ذكرى أرض احتلتها إسرائيل، يوم ربما في تحديد الثلاثين من آذار رمزية لجريمة احتلالية، لكن أرض فلسطين يجب أن يكون كل يوم مناسبة لإحياء ذكرى احتلالها، فهي الذكرى التي تحكي قصة وجود وبقاء، على وقع جرائم لا تتوقف من سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل يوم وكل ساعة واعتداءات وانتهاكات لم تقف عند مدينة أو محافظة أو حتى مقدسات ومقابر. لم يعد يوم الأرض مناسبة وطنية يحييها الفلسطينيون والأردنيون، لمجرد تقاسم رزنامة الأحداث، إنما هي ذكرى تفح ملفا من أخطر الملفات التي تهدد السلام وتهدد القضية الفلسطينية برمتها، هي ذكرى تضع ملف الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية للتوسع ببناء المستوطنات الإسرائيلية في مقدمة الأحداث. هي الذكرى ال(47) التي يحيي الفلسطينيون فيها هذه الذكرى، وهم 47 عاما يعيدون الذاكرة بلمح البصر لأحداث لم ولن ينساها الفلسطينيون ولا الأردنيون ولا العرب، يوم ذاق به فلسطين 48 مرارة الاحتلال بحرفيّة الألم، بعد قرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين ووزير الأمن شيمون بيريز بالعام 1976 تحريك مخطط إسرائيلي لمصادرة 21 ألف دونم من أراضي سهل البطوف والمل والشاغور في الجليل، وتعود ملكيتها لمزارعين من بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد، لتذهب هذه الأراضي لإسرائيل بكل ما عرفته البشرية من معاني الظلم والقهر. لم يكن ولن يكون يوم الأرض فقط يوم 30 من آذار، هو يوم يحييه صاحب الحق الفلسطيني في معركة وجود وحياة، يوم لا يقف عند فلسطين 48، إنما يسير بدماء شهداءه لكل شبر على أرض فلسطين، وبقلب كل باحث عن سلام عادل وشامل، وحقيقي، يوم يعيد للأذهان تفاصيل لم تنس تفاصيل يوم استمرت بعده إسرائيل بمصادرة الأراضي الفلسطينية من أصحابها، يوم تقلّصت به مساحات أصحاب الأرض، لصالح مستوطنات ومصادرات ونهب أملاك. يوم، يحمل رمزية لجريمة لم تنس يوما، باقية في أذهان الفلسطينيين والأردنيين بحرص مستمر على حماية المقدسات بقيادة جلالة الملك، بل أن ذلك أولوية عند جلالته، والتي أكد عليها جلالته دوما بقوله "حماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي أولويتي". الدستور
مشاركة :