عندما يتحول «سعادة الوزير» إلى «وزير للسعادة»

  • 2/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

درج على ألسنة الناس جملة «سعادة الوزير»، والتصقت هاتان الكلمتان ببعضهما من دون تقديم أو تأخير، إلا أن الإمارات العربية المتحدة، قررت كسر القاعدة، واستحدثت منصباً جعل من «سعادة الوزير» «وزيراً للسعادة»، وهو الحدث الذي شغل الناس في مواقع التواصل الاجتماعي والتجمعات العامة، والسؤال الأبرز ماذا سيقدم سعادة وزير السعادة؟ وكان حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أعلن عبر حسابه في «تويتر» أن بلاده استحدثت منصب وزير دولة للسعادة، تنصب مهمته الرئيسة على مواءمة خطط الدولة كافة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع، وتقرر نقل قطاع تنمية المجتمع من وزارة الثقافة إلى وزارة تنمية المجتمع، وتغيير المسمى إلى «وزير دولة للسعادة». وكانت فنزويلا استحدثت منصباً مماثلاً في عام 2013 تحت مسمى وزير السعادة الاجتماعية. ودخل وسم «وزير السعادة» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ضمن قائمة الأكثر تداولاً على «الترند» في العالم العربي، وكان للمغردين السعوديين نصيب كبير من التعليقات على هذا القرار، وكانت إجابات معظمهم على سؤال: ماذا لو كنت وزيراً للسعادة؟ تصب في خانة التفكه والسخرية، مثل عادة أي وسم يتصدر في «تويتر». ورأى عبدالمجيد الكناني، وهو أحد الوجوه المعروفة في عالم الكوميديا على الشبكة العنكبوتية، أنه «لو كنت وزيراً للسعادة لوضعت صورتي في كل مطعم»، فيما ذهب المغرد تركي إلى أن «أكبر تحدٍ مع النفس أن تتجرأ الإمارات وتعين وزيراً للسعادة، في اعتقادي أنها أكبر مراحل الفخر والثقة بالنفس»، بيد أن المغرد صالح السليمان أشار إلى أنه في حال أصبحت هذا الوزير «لاهتممت بالعدل فهو السعادة، وإحساس الإنسان بالأمان وأن حقوقه مضمونة وحاجاته متوافرة». ويعد هذا المنصب الوزاري في نظر مراقبين من أصعب المناصب، التي تكمن مهمتها الرئيسة في تحقيق السعادة للمجتمع، التي لن تتم إلا من طريق وقوفه على مكامن التعاسة ومعالجتها، وتحقيق الرفاهية للمواطن من خلال البرامج والدراسات العملية التي تنعكس إيجاباً على حياة الفرد، ومن المتوقع أن يتذكر الناس «سعادة وزير السعادة» لسنوات لأنه الوزير المعني بسعادتهم. ومع أنه لم تتضح ملامح مهمات وزير السعادة بعد، وما هي الاستراتيجية التي سيعمل من خلالها، إلا أن مغردين رأوا أنها خطوة يجب أن تعمم على الدول العربية، ليأتي بعدها مناصب مشابهة مثل «وزير التسامح»، و«وزير المحبة»، و«وزير الشباب» (في الدول التي لا يوجد فيها)، وتوقع مغردون أيضاً أن يكون الوزير الجديد المصدر الرئيس لإعلان القرارات التي تجلب السعادة، متوقعين أن يكون تأثيره واضحاً وعمله متابعاً من المجتمع. وعلى رغم غرابة المسمى، الذي لم يعتد عليه المواطن العربي بصورة عامة والخليجي بصورة خاصة، إلا أن مراقبين رأوا أنه «انعكاس حقيقي لما تعمل لأجله الإمارات العربية المتحدة، وهو تحقيق الرفاهية لمواطنيها، ويأتي تباعاً لمشاريع سبقته، كان المواطن على رأس قائمة الاهتمام، ما جعل المقيمون على أرض الإمارات يتلمسون هذه الرعاية وينقلونها إلى بلدانهم».

مشاركة :