أشتقنا الى رمضان زمان

  • 4/3/2023
  • 04:57
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

(بسم الله الرحمن الرحيم ) رمضان والاشتياق الى ايام الطيبين. أشتقنا إلى سماع اصوات المدافع بإعلان دخول الشهر الكريم بعد صدور البيان من الديوان الملكي من خلال المذياع (الراديو) اشتقنا لتجمع شباب الحارات والتجول حول الاحياء وصولاً الى برحة باب السلام المجاورة لبوابات المسجد النبوي الشريف من جهة الغرب ،، وبأهازيج فرحة دخول الشهر الفضيل (جابوه ،ماجابوه) والمقصود ثبوت الرؤية لهلال شهر رمضان المبارك مع مشاركة الاهالي بمشاهدة الحدث من خلال شبابيك ونوافذ المنازل داخل الاحياء وخارجها ،،وجموع من كبار السن والشباب فى مقتبل العمر حول المسجد النبوي الشريف وعلى إمتداد الشوارع والأزقة حول المسجد النبوي الشريف والكل يتابع كرنفال فرحة الأطفال واليافعين من الشباب فى جولتهم بكل سعادة وسرور. و اطلالة الشهر الفضيل تعنى الكثير من الفرحة والسعادة للجميع كبار وصغار رجال ونساء ،،اشتقنا الى إمساكية شهر رمضان والتي تحتوي على ايام الشهر الفضيل بالساعة والدقيقة لتوضيح مواعيد الإفطار والإمساك ومواقيت الصلوات داخل المدينة المنورة وموعد صلاة العيد من اعداد وإشراف شيخ مؤذني المسجد النبوي الشريف ويتم توزيعها مجاناً بعد طباعتها ،والكثير يحرص على اقتناء نسخه منها وبشكلها الجميل والمطبوع عليها صورة المسجد النبوي الشريف ومآذنه ، وصورة مصغرة لمدفع رمضان. اشتقنا لسماع اصوات المدافع المجهزة في مواقعها حول المدينة المنورة ومن اشهرها (مدفع جبل سلع )تدوي بقوه بعد دخول وقت الإفطار و سماع بداية الأذان من (المنارة الرئيسية )ثم تتبعها السليمانية وبقية المنارات وبأصوات عذبه من المؤذنين فى تنافس شريف. اشتقنا لمشاهدة الباعة المتجولين حول ساحات المسجد النبوي الشريف وعلى إمتداد شارع العينية غرب المسجد النبوي ،،وسماع اصوات الباعة وهم يعرضون بضائعهم الرمضانية المتنوعة من مأكل ومشرب وبقولهم (عبي فطورك يا صايم فى الجنة نايم يا صايم) وبنغمات محببه للنفس وبإبتسامات الرضى والقناعة ما بين البائع والمشتري. اشتقنا الى امهاتنا وهن يطلبن منا حمل ماكنا نسميه (الزنبيل ) والذهاب لشراء المقاضي اليومية من الاسواق من الخضار واللحوم وبالاوزان المعتمدة في تلك الفترة من ذلك الزمن الجميل وهي (أوقة ،وقية)وكل ما يلزم طبخه أيام الشهر الفضيل بشكل يومي وبحسب الحاجة. اشتقنا لطلبات امهاتنا بحمل بعض ما تم اعداده من الاطعمة الرمضانية المتنوعة (السمبوسه ،والشوربة ،وبعض الحلا ) لإهدائها للجيران ، ولا نعود لمنازلنا الا ونحن محملين بأنواع مختلفة من الاطعمة والمشروبات المهداة من بعض الجيران الذين حملنا اليهم الاطعمة وهى عاده جميله بين الجيران طوال الشهر الفضيل ومن المستحيل ان نطعم من اكل بيوتنا فقط وانما تكون مائدة الطعام متنوعه من جميع الجيران فى الحي الواحد كلاً حسب رغبته. اشتقنا الى التمثيل بأننا صائمين خاصةً فى فترة الصيف شديد الحراره ،ونستغل فترة نوم الكبار للتسلل وذلك لشرب القليل من الماء البارد مما كنا نسميه (الزير)ومن هنا اطلقت كلمه متداوله في تلك الفترة لمداعبة الاطفال وبعض الصغار الذين لم يصلو لسن التكليف بالصيام وهى (ها .صايم .ولا .من ورا.الزير ؟؟) وهنا يبتسم المتهم ويدّعي انه صائم خجلاً ويتحرك بتكاسل وقد يضطر لوضع القليل من آثار طلاء جدار منزلهم على شفتيه حيث كنا نسميه (نورة)وهي ما كانت تستخدم لطلاء المنازل من الداخل والخارج لإظهار شفاه جافة لمسح اثار جريمة شرب الماء وقد يتبعه شرب بعض العصيرات وتناول بعض المعجنات من بقايا الامس وكلها تحت بند(من ورا الزير) وعند الإفطار نهجم على المائدة وكأننا صائمون مع ملاحظة استراق نظرات الكبار للتأكد من صدق نوايانا مع الصيام. اشتقنا الى مرافقة آباءنا لصلاة التراويح قدر تحملنا ومقابلة اصدقاءنا داخل المسجد وخارجه ونحن سعداء وبعض الأحيان مرافقتهم لتناول الأفطار الرمضاني بين أروقة المسجد النبوي الشريف بمنتهى المتعة والروحانية بين جموع الصائمين وشربنا من المياه المبردة والمبخرة في اواني خاصة من الفخار تسمى(دوارق). اشتقنا الى مرافقة اولياء امورنا بعد صلاة التراويح أحيانا لزيارة بعض كبار السن في منازلهم وفى مقدمتهم الأقرباء والمرضى لمعايدتهم. وتهنئتهم بالشهر الفضيل. اشتقنا الى الالعاب الشعبية الخاصة المتنوعة فى ليالي رمضان الجميلة ومنها (الضاع . وزره و معكارة . لنقه. طيري(غُميمة). إسكانبيل (لعبة الورق) والكثير من الالعاب الخفيفة المحببة للأطفال والشباب وبعض الكبار .بالإضافة الى ذلك التجمع لسماع احدنا والذي لديه هواية رواية القصص الشعبية وخلافها من القصص التاريخية ومنها(عنتر بن شداد والظاهر بيبرس)وقصص(سيف بن ذي يزن ). وقصة ابو زيد الهلالي ، وقصة جُحا ،ولا تخلو من طرح بعض القصص المرعبة التي تخص الجان والمجرمين وسماع التمثيليات الإذاعية قبل ظهور التلفزيون منها (أم حديجان ،مشقاص، حجي تُخته .و ألف ليلة وليلة). اشتقنا الى مشاهدة المعتكفين في مؤخرة شمال المسجد النبوي الشريف وقد حجز كل واحد منهم جزء مغطى بستائر من القماش من جميع الاتجاهات وبفضولنا نسترق النظرات من خلال دخول وخروج المعتكف للوضوء او لضروره ملحه وعودته مباشرة دون التحدث لأحد مما يثير اهتمامنا لملاحظتهم لعلهم يتحدثون مع احدهم !!! اشتقنا الى مشاهدة الزوار ومن جميع الجنسيات والاعراق وبملابس مختلفة زاهية الألوان ومتنوعة الاشكال الدالة على بلدانهم التي قدموا منها الى مكة المكرمة لآداء مناسك العمرة وزيارة المدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ثم الصلاة في الروضة الشريفة ان سنحت لهم الفرصة بسبب كثرة المصلين والزائرين فيها. اشتقنا الى سماع دوي ماكنا نسميه(مدفع السحور) ليتهيأ الجميع لتناول وجبة السحور ثم بعد فترة كافية وقرب موعد الامساك نسمع صوت دوي مدفع آخر مختلف وأضعف صوتاً كنا نسميه (مدفع المويه) وبعدها بفترة قصيرة الامساك عن الطعام والشراب وسماع آذان صلاة الفجر إستعداداً لصيام يوم جديد من ايام رمضان المباركة. اشتقنا لسماع دوي اصوات المدافع المستمرة بعدة طلقات مختلفة عما كنا نسمعه طوال شهر رمضان اعلاناً بنهاية الشهر الفضيل ودخول شهر شوال بعد اعلان الديوان الملكي من خلال الإذاعة بثبوت رؤية هلال شهر شوال وبداية أيام عيد الفطر السعيد تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال وكل عام وأنتم بخير. للتواصل مع الكاتب moha414x@icloud.com

مشاركة :