عبدالله الزهراني - مكة المكرمة A A «الحنين».. هو التوصيف الأمثل لحالة كثير من الطلاب السعوديين المبتعثين في دولة كوريا الجنوبية، الذين اضطرتهم الظروف لقضاء شهر رمضان هناك.. حنين إلى الأهل والأجواء الروحانية، حنين إلى صوت الأذان، وصلاة الجماعة.. حنين إلى «لمة» الأهل و»الطلعة» مع الأصدقاء.. «المدينة» تواصلت هاتفيًا مع بعض هؤلاء الطلاب راصدة مشاعرهم وطبيعة برامجهم في رمضان، في سياق هذا الاستطلاع.. بداية يقول المبتعث عادل العسيري، من جامعة كوكمين في مدينة سيوول، تخصص هندسة كمبيوتر: رمضان مختلف تمامًا هنا، ومن الصعب أن نقارنه بالأجواء الروحانية في الوطن، فأنا أعيش في غربات وليس غربة واحدة؛ ومنها غربة الأهل والأصدقاء وغربة الصبا ورفاق الشباب، وأقسى الغربات هي غربة الدين، وما يزيد صعوبة أجواء رمضان في كوريا هي طول ساعات الصيام بمقدار 20 ساعة التي تتزامن مع الأجواء الحارة التي تشهدها المدينة، وهذه الصعوبة ليست بسبب الشعور بالجوع والعطش، وإنما لأنك تعيش في مجتمع غير مسلم فلا تشعر بروحانية الشهر، كما هو الحال في أرض الوطن. وتابع العسيري بقوله: أفتقد سماع صوت الأذان في المساجد، فمدينة سيوول لا يوجد بها سوى مسجدين؛ هما ايتوان وهويقي، ويبتعدان عنا ما يقارب ساعة كاملة، كما أنني اشتقت لرؤية الأهل ومجموعة من الأصدقاء في محايل عسير والذهاب معهم إلى مكة المكرمة لأداء العمرة في رمضان. ويتفق الطالب فواز الزهراني الذي يدرس الهندسة الكهربائية بجامعة كوكمين مع زميله العسيري في كون «الغربة قاسية ومتعبة، خاصة في رمضان»، مضيفًا بقوله: أتمنى أن أقضي ما تبقى من شهر رمضان هذا العام مع أسرتي وأقربائي وأصدقائي في محافظة جدة، فأنا أفتقد الأجواء الخاصة مع العائلة والأهل في رمضان، وزيارات الأقارب والأصدقاء، واجتماع الأهل وقت الإفطار، كما أفتقد سماع صوتِ الأذان وخاصة أذان المغرب في رمضان، وصلاة التراويح والتهجد وجوها الروحاني المميز في الوطن وممارسة كرة القدم والطائرة والتسوق مع الأصحاب في أسواق جدة.
مشاركة :