نجح أطباء في إسرائيل في حقن جين طبيعي مباشرة في دماغ طفل بدلا من جين مفقود تسبب له في مرض نادر مميت، في عملية هي الأولى من نوعها في البلاد. وقالت مستشفى ((شيبا)) في وسط إسرائيل في بيان اليوم (الأحد) إن الأطباء نجحوا في عملية استمرت سبع ساعات للمرة الأولى في إدخال جين طبيعي مباشرة في دماغ طفل يبلغ من العمر 4 سنوات بدلا من جين مفقود تسبب له في مرض مميت. وأضاف البيان أن سعر الجين المحقون حوالي 10 ملايين شيقل إسرائيلي، وهو أعلى سعر لعلاج طبي واحد تم تقديمه حتى الآن في إسرائيل. والعلاج المبتكر، الذي تم الكشف عنه لأول مرة، هو أول علاج جيني يتم تقديمه في إسرائيل لحقن جين سليم مباشرة في دماغ المريض كجزء من دراسة عالمية شارك فيها حوالي 30 طفلا في أكثر من دولة ومنطقة حول العالم. وأفاد البيان بأن الطفل وصل إلى إسرائيل مع والدته من الهند للخضوع للعلاج الذي يعطى بشكل مجاني للمشاركين في الدراسة بعد عدم موافقة آباء الأطفال المصابين بالمرض في إسرائيل على المشاركة في الدراسة. وتم تشخيص الطفل الهندي على أنه مصاب بنقص حمض الكربوكسيلاز العطري، الذي يعد اضطرابا وراثيا، وهو مرض نادر جدًا يؤثر على إنتاج الدوبامين والسيروتونين في الجسم. ويعتبر هذا المرض نادر للغاية، حيث تم تشخيص إصابة حوالي 120 حالة فقط حول العالم، وغالبا ما يعاني المرضى المصابون بالمرض الوراثي من صعوبة في تنسيق الحركات خاصة في الرأس والوجه والرقبة. وهذا المرض النادر والقاتل لم يكن له علاج حتى الآن، ويبقى المرضى في الرعاية التمريضية وعادة ما يموتون في سن العاشرة، حسب المعطيات في إسرائيل، تم تشخيص إصابة ثمانية أطفال بالمرض في السنوات الأخيرة، أربعة منهم ماتوا بسببه. أما العقار الذي تم زرعه في دماغ الطفل الهندي فهو في الواقع أول علاج جيني في العالم يعتمد على إدخال الجين الطبيعي مباشرة إلى دماغ المريض. ويتم العلاج تحت التخدير العام من قبل جراح أعصاب متخصص، حيث يتم إدخال الجين في مناطق محددة من الدماغ. وقال المسؤول عن العملية الدكتور تسيون زيبلي، "هذه ثورة في قدرة الإنسان على التأثير في وظائف المخ من خلال زرع الفيروسات التي ستصلح الجينات التالفة".