توصل فريق بحثي أميركي إلى فعالية العلاج غير الدوائي للاكتئاب، والذي يعتمد على ما يسمى «التأمل الذهني»، وتم نشر النتائج في العدد الأخير من دورية «الطب النفسي الجزيئي». وخلال دراسة لتصوير الدماغ في مركز التصوير الطبي الحيوي بجامعة نورث إيسترن، تمكن المراهقون الذين يستخدمون تأمل اليقظة الموجه، أو ما يطلق عليه «التأمل الذهني»، من تهدئة شبكة من مناطق الدماغ المرتبطة بالاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطرابات أخرى. وفي الوقت الذي أصبحت فيه تلك المنطقة، المعروفة باسم «شبكة الوضع الافتراضي»، أقل نشاطاً، زاد نشاط «الشبكة التنفيذية المركزية»، المرتبطة بتحديد الأهداف وحل المشكلات. ويركز التأمل الذهني على الانتباه القوي لما تحسه وتشعر به في الوقت الحالي دون تأويل أو حكم. وتوجد تمارين لهذا النوع من التأمل تهدف إلى إرخاء الجسم والعقل والمساعدة في تقليل التوتر، كأن تستلقي على ظهرك وساقاك ممدودتان وذراعاك بجانبك وكفا يديك مقلوبان لأعلى، وتركز انتباهك ببطء وتأنٍّ على كل جزء من جسدك بالترتيب، أو تجلس بوضعية مريحة بحيث يكون ظهرك مشدوداً، وتكون قدماك منبسطتين على الأرض، ويداك في حجرك، ثم تتنفس وتركز على حركة أنفاسك وهي تدخل وتخرج من جسدك. وعن طريق تدريب 9 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 17 و19 عاماً، على هذه التمارين، ثم قياس تأثيرها، نجح الباحثون في تقديم دليل يثبت فعاليتها في علاج الاكتئاب؛ لكن سوزان ويتفيلد غابرييلي، أستاذة الطب النفسي بجامعة نورث إيسترن، والباحثة الرئيسية بالدراسة، تشدد على أنه يجب إجراء دراسات على نطاق أوسع. وحتى الآن، حققت التدخلات العلاجية الأخرى للاكتئاب والقلق، بما في ذلك العلاج الطبي والعلاج بالكلام، معدل نجاح يقارب 30- 50 في المائة، لذلك تأمل غابرييلي أن تكون نتائج دراستهم محفزة على دراسات أخرى تؤكد فعالية «التأمل الذهني». وتقول غابرييلي في تقرير نشره أمس (الأحد) الموقع الإلكتروني لجامعة نورث إيسترن: «نسبة 30- 50 في المائة لا تكفي تقريباً للتعامل مع وباء اضطرابات الصحة العقلية للمراهقين، فنحن بحاجة إلى تدخلات شخصية تستهدف شبكات الدماغ المعروفة بارتباطها بالأعراض السريرية».
مشاركة :