قالت الأمم المتحدة، أمس، إن مئات آلاف المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام إذا حاصرت قوات الأسد المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعارضة للنظام في مدينة حلب، محذرة من موجة هائلة جديدة من النازحين الفارين من العملية العسكرية التي تجري بغطاء جوي روسي. وتخشى الأمم المتحدة أن يقطع تقدم القوات الحكومية الطريق الوحيد المتبقي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومعابر الحدود التركية الرئيسية والتي كانت شريان حياة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في نشرة عاجلة نقلتها «رويترز»: «إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب، فهذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أي مساعدات إنسانية ما لم يتم التفاوض على نقاط دخول عبر الخطوط». وأضاف: «إذا استمر تقدم قوات الحكومة السورية حول المدينة، فتقدر المجالس المحلية أن ما بين مائة ألف و150 ألفا سيفرون نحو عفرين والريف الغربي لمحافظة حلب». وتستضيف تركيا 2.5 مليون سوري، وهو أكبر تجمع للاجئين في العالم، لكنها تغلق حتى الآن حدودها أمام موجة النزوح الجديدة، وهو ما يصعب مهمة توصيل مساعدات يحتاجها الفارون بشدة. وحثت الأمم المتحدة أنقرة، أمس، على فتح الحدود، ودعت الدول الأخرى إلى تقديم مساعدات لتركيا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن عدد اللاجئين المتدفقين إلى تركيا قد يصل إلى مليون شخص إذا استمرت الحملة العسكرية الروسية والحكومية السورية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأشار إلى أن تركيا تسمح بدخول اللاجئين السوريين «بطريقة محكومة»، وأنها سمحت حتى الآن بدخول عشرة آلاف لاجئ من نحو 50 ألف شخص وصلوا إلى حدودها في موجة التدفق الأخيرة. وأعلن برنامج الأغذية العالمي في بيان أنه بدأ توزيع الحصص الغذائية على الموجة الجديدة من النازحين عند بلدة أعزاز السورية على مقربة من الحدود التركية. وقال جيكوب كيرن، مدير برنامج الأغذية في سوريا: «الموقف هش للغاية في شمال حلب مع تنقل الأسر بحثا عن الأمان». وأضاف: «نحن قلقون للغاية نظرا لأن مسارات الدخول والإمداد من شمال حلب إلى شرقها والمناطق المحيطة مقطوعة الآن، لكننا نبذل كل جهد لتوفير ما يكفي من طعام للمحتاجين وإدخاله عن طريق نقاط عبور الحدود التي لا تزال مفتوحة من تركيا». وتسببت العملية العسكرية للجيش السوري حول حلب فضلا عن تقدمها أكثر على الأرض في الجنوب في نسف محادثات السلام الأولى منذ نحو عامين الأسبوع الماضي. واتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روسيا هذا الأسبوع بقصف المدنيين في انتهاك لقرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي وافقت عليه موسكو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه «لا توجد أدلة ذات مصداقية على مقتل مدنيين».
مشاركة :