أظهرت بيانات فيسبوك "كامبريدج أناليتيكا" أن المعلومات المضللة وانتهاكات الخصوصية على موقع فيسبوك ساعدت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، في النهاية، على الفوز في انتخابات 2016. وجادل عالم النفس روبرت إبستين بأن محرك البحث جوجل تلاعب بالناخبين لمصلحة المرشحين الديمقراطيين "على الرغم من أن الأهمية الكمية قابلة للجدل". يعد تشيو محقا إلى حد ما. تبدو جميع منصات شبكات التواصل الاجتماعي مهيأة للرقابة الحكومية. تنظر لجنة التجارة الفيدرالية حاليا في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المراقبة التجارية لشركات التكنولوجيا العملاقة والممارسات المتراخية لحماية البيانات، في حين أن موقع تويتر، الذي طالما كان مصدرا للمعلومات المضللة والافتراء، قد أصبح أسوأ منذ تولي إيلون ماسك زمام الأمور. ولسوء حظ تيك توك، يعد حظر الملكية الصينية أسهل بكثير من تنظيم شركات التكنولوجيا العملاقة. وبصرف النظر عن شعبيته الهائلة، يعد تيك توك مجرد جبهة واحدة في الحرب التكنولوجية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، التي تشمل أيضا الجهود المبذولة لإقناع حلفاء الولايات المتحدة بمنع شركة هواوي من بناء شبكات الجيل الخامس الخاصة بها، والعقوبات التي فرضتها الإدارة أخيرا على بيع أشباه الموصلات المتقدمة إلى الشركات الصينية. علاوة على ذلك، في حين أن اقتراح شركة تيك توك لاستراتيجية "مشروع تكساس" يبدو معقولا، فمن الصعب تصديق أن المخترقين الصينيين لن يقضوا مزيدا من الوقت في سرقة البيانات من منصة يقع المقر الرئيس لشركتها الأم في بكين. إن التنافس المرير المتزايد بين الولايات المتحدة والصين لا يترك أي أمل في التوصل إلى تسوية تعالج المخاوف الأمنية لكلا البلدين. على سبيل المثال، يمكن للصين إعادة النظر في سياساتها الحمائية، والسماح لشركات التكنولوجيا المملوكة للولايات المتحدة بالعمل في السوق المحلية، لكن هذا من شأنه أن يعرض قبضة السلطات الحديدية على النظام البيئي للمعلومات في الصين للخطر. وعلى نحو مماثل، قد تطلب الولايات المتحدة بيع عملية تيك توك الأمريكية بعلاوة كبيرة كتعويض جزئي عما وصفته الحكومة الصينية بـ"التدمير والاستيلاء". لكن بينما يظهر هذا الحل على الأقل بعض المراعاة للقانون الدولي، سيكون من الصعب إجراء عملية البيع، نظرا إلى أن الصين لم تدفع للشركات الأمريكية أي شيء مقابل سرقة ممتلكاتها الفكرية على مر أعوام. إن أولئك الذين يقللون من أهمية التأثير المدمر الذي يمكن أن يحدثه الحظر الأمريكي المحتمل على تيك توك يفشلون في فهم اقتصادات شبكات التواصل الاجتماعي. إن قدرة شركات الإشهار على الوصول إلى الجماهير الأمريكية هي على وجه التحديد ما يجعل منصات التواصل الاجتماعي ذات قيمة. إن جعل أي منصة غير قانونية يؤدي إلى اختفاء قيمتها بالنسبة إلى الإشهار. في حين أن بعض المستخدمين سيحاولون بلا شك تجاوز الحظر باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة VPNs، فقد يكون هذا صعبا ولن يمنع فقدان عائدات الإعلانات. تخوض شركة تيك توك معركة جيدة، لكنها قد تخسر هذه المعركة. تفيد التقارير بأن النواب الأمريكيين يمضون قدما في خططهم الرامية إلى حظر المنصة. وفي حين يتعين معالجة مخاوف الأمن القومي المشروعة المرتبطة بتيك توك، فإن الحظر التام لن يسهم في حماية الأمريكيين من التجسس والتلاعب. ولسوء الحظ، يمكن أن يؤكد ذلك أيضا بداية نهاية شبكة الإنترنت العالمية. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.
مشاركة :