"ميدل إيست آي": هل ستكون الصين مفتاح السلام في سوريا بعد التوافق السعودي الإيراني

  • 4/4/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في 29 مارس الماضي مقالا بعنوان "بعد دفع توصل السعودية وإيران إلى اتفاق، هل ستكون الصين مفتاح السلام في سوريا؟". وأشار المقال إلى أنه في وقت سابق من شهر مارس الماضي، توسطت الصين في اتفاق لحل النزاع الثنائي طويل الأمد بين السعودية وإيران. وبموجب الاتفاق، أعاد الجانبان العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 2016. وكان المستفيد المباشر من جهود الصين هذه الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعزز نفوذه الدبلوماسي في المنطقة بشكل أكبر. وبعد أيام من الاتفاق مع إيران، أعلنت السعودية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، حيث زار الرئيس بشار الأسد عمان قبل شهر، توجه لزيارة الإمارات. وفي الواقع، عاد بشار للظهور ببطء ولكن بثبات على الساحة الدبلوماسية على الرغم من الضغط الأمريكي على دول الجوار لعزل سوريا. والآن، مع لعب الصين دورًا اقتصاديًا ودبلوماسيًا أكثر بروزا في الشرق الأوسط، تظل سوريا عنصرًا رئيسيًا في آمال المملكة العربية السعودية في تخفيف التوتر في المنطقة. وقد حان وقت تنشيط العلاقات السعودية السورية من جديد. ورحبت الصين بالتقارب السعودي السوري لدفع تقدم الدبلوماسية في المنطقة. واستعرضت الصين نفوذها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا، وانضمت إلى روسيا في استخدام حق الفيتو ضد جميع القرارات التي قادتها الولايات المتحدة تقريبًا بشأن سوريا على مدار العقد الماضي. ولعبت الصين دورًا هاما في تسوية الصراع في الشرق الأوسط، مثل دورها النشط في العمليات غير العسكرية في سوريا، والمشاركة في عملية أستانة ومحادثات أخرى، والتأكد من وقوفها إلى جانب دمشق، والدفع من أجل إنهاء الحرب والصراع. ويعود التعاون الاقتصادي الصيني المهم مع سوريا إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قبل أن تصبح المناطق حول سوريا ولبنان في نهاية المطاف جزءًا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية. وبالنظر إلى الاتفاق الإيراني السعودي، ستكون سوريا منطقة رئيسية - ويمكن للدبلوماسية الاقتصادية الصينية أن تعمل لصالح الرياض. وكما قال معلق سوري إن القيادة السعودية الحالية أظهرت مرونة أكبر، فبعد سنوات من محاولة تأسيس نظام إقليمي بدون إيران، قد أدرك السعوديون أن هناك حاجة إلى إستراتيجية جديدة. وترى كل من السعودية وتركيا الآن أن الخيار الأفضل لإعادة الحياة إلى طبيعتها والاستقرار هو الانسحاب من المنافسة في سوريا. ونظرًا لأن المملكة العربية السعودية أصبحت مؤخرًا شريكًا في حوار منظمة شانغهاي للتعاون، فإن هذا يظهر أيضًا أن الرياض قد اقتربت من حركة عدم الانحياز، ولم تعد مجرد مجال نفوذ للولايات المتحدة. ويعتبر الاستقرار الاقتصادي محور الاتفاق السعودي الإيراني، وقد اقترحت كل من الصين والسعودية الاستثمار في إيران. وكانت سوريا منطقة توتر رئيسية بين إيران والسعودية على مدى العقد الماضي، لكن السعوديين كانوا تاريخياً قادرين على حل القضايا مع دمشق. وفي الوقت الحالي، تشتت الولايات المتحدة بقضية أوكرانيا، في ظل عدم امتلاك إستراتيجية متماسكة خاصة بها تجاه سوريا. وفي هذا السياق، ترحب المملكة العربية السعودية بجهود الصين للمساعدة في إنهاء الصراعات الإقليمية.

مشاركة :