أنقرة - يجتمع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران وسوريا الإثنين والثلاثاء 3 و4 أبريل/نيسان الجاري في موسكو وفق ما اعلنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو في محاولة للدفع نحو تسوية شاملة للازمة السورية ووسط جهود تركية لإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق رغم الشروط التي وضعها الرئيس بشار الأسد وأولها انسحاب القوات التركية من شمال البلاد ووقف دعم الجماعات المسلحة. وقال اوغلو خلال تصريحات أدلى بها للصحفيين بـ"البيت التركي" بنيويورك التي يزورها لمشاركته بجلسة خاصة بمناسبة اليوم العالمي لمشروع "صفر نفايات" الذي أعلنته الأمم المتحدة في 30 مارس/آذار من كل عام أنّ نظيره الروسي سيرغي لافروف سيزور تركيا في 6 و7 أبريل/نيسان الجاري. وأوضح أنهما سيبحثان خلال زيارة لافروف العلاقات الثنائية واتفاقية الحبوب وسبل تمديدها إلى 120 يوما بعد موافقة روسيا على 60 يوما فقط. ومن المقرر أن يبحث الوزيران التركي والروسي التطورات في ليبيا وغيرها من القضايا الإقليمية وفق اوغلو. وقال الوزير التركي "كما تعلمون بدأت مرحلة تواصل مع سوريا وروسيا تستضيفها وتساهم في تسهيلها، وفي وقت لاحق شاركت إيران في هذه المحادثات". وتحدثت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن انطلاق مباحثات الوفد السوري والإيراني اليوم الاثنين، في مقر السفارة السورية في موسكو وذلك تحضيرًا للقاء الرباعي. وقالت سانا ان "المباحثات بدأت برئاسة الدكتور أيمن سوسان مع الوفد الإيراني برئاسة علي أصغر خاجي كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة في مقر السفارة السورية في موسكو بحضور سفير سوريا لدى روسيا الاتحادية الدكتور بشار الجعفري". وتأتي هذه الجهود في ظل الشروط التي قدمتها سوريا من اجل عودة العلاقات بين البلدين وأولها انسحاب الجيش التركي من مناطق في شمال سوريا ووقف دعم المجموعات المسلحة التي تصفها دمشق بالإرهابية. ورغم الخلافات بين أنقرة ودمشق بشان دعم فصائل المعارضة لكن الطرفان ينظران بقلق للدعم الأميركي إلى الفصائل الكردية فمن مصلحة البلدين التخلص من النفوذ الكردي المتزايد. وردا على سؤال، تطرق الوزير إلى حادثة المروحية التي سقطت أثناء نقلها عناصر كردية تصفها أنقرة بالإرهابية من شمال شرق سوريا إلى شمال العراق. وقال بالخصوص "الولايات المتحدة تقدم بشكل علني كل أنواع الدعم بالأسلحة والتجهيزات والتدريب للقوات الكردية ولا تنكر هذا، ولديها حجة تتستر وراءها وهي (تنظيم) داعش". وأضاف "عندما نسال الأميركيين ما الذي تحاربونه في داعش؟ يقولون: يوجد في السجون عناصر من داعش ونحن نراقبهم وهذا مهم". وأردف "نقول للأميركيين لنخلي تلك السجون ونعيد عناصر داعش لبلدانهم الأصلية"، وتساءل مستنكرا "هل من المعقول دعم تنظيم إرهابي من أجل هذا السبب؟". وتابع "من المهم معرفة لمن هذه المروحيات التي تقل المسلحين الأكراد من اشتراها ومن خصصها ومن يستخدمها؟ ولمن تخضع أجواء المنطقة؟". وفي رده على سؤال حول زيارة رئيس الأركان الأميركي لشمال سوريا وفيما إذا كان التقى بعناصر كردية أفاد أنّ الأميركيين ينفون لقاءهم بعناصر من حزب العمال الكردستاني. وقال "في الأحوال العادية لو أنّ هناك صور ووثائق تثبت وجود لقاء، لما أضاع عناصر كردية هذه الفرصة، سيقومون بتسريب هذه الوثائق من أجل أنّ يضفوا على أنفسهم الشرعية". وحول تطبيع العلاقات مع مصر ذكر أنّ العملية تسارعت في الآونة الأخيرة، وقال "في الأصل لا توجد مشاكل في العلاقات الاقتصادية والتجارية، ونبذل جهدنا من أجل تطبيع كامل للعلاقات السياسية". ويعمل الجانبان التركي والمصري بحسب جاويش أوغلو، على تحديد موعد للقاء على مستوى رئيسي البلدين، وبين أنّه يُمكن اتخاذ قرار بتعيين السفراء بهذا الإطار. أما عن علاقات تركيا مع اليونان، فأوضح أنّ الأجواء باتت إيجابية بين البلدين بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا. وقال "المهم بقاء هذه الأجواء، والابتعاد عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد التوتر بين البلدين"، لافتا إلى "وجود مسائل تاريخية لم يتم الاتفاق حولها، بعضها معقد يستوجب وجود جدية وصدق من أجل حلها". ودعا وزير الخارجية إلى وقف اللقاءات الاستشارية بين تركيا واليونان، والشروع بعقد لقاءات تركز على تحقيق نتائج حول المسائل الشائكة. وحول المسألة القبرصية، أوضح أن المشكلة الرئيسية هي عدم توزيع الثروات الهيدروكربونية التي تحيط بالجزيرة بشكل عادل.
مشاركة :