حدد مسئولون ومختصون في البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة 3 طرق يمكن من خلالها ترشيد استهلاك الطاقة داخل المنازل، تكمن في إيقاف تشغيل الأجهزة تماماً عندما لا تكون قيد الاستعمال، استخدام المصابيح والأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، واستخدام الطاقة بقدر الحاجة لها، حيث أثبتت الدراسات أنه يمكن تخفيض هذا الاستهلاك بنسبة تزيد على 30% إذا قمنا بترشيد الاستهلاك في المنازل. وجددوا خلال تصريحات صحفية دعوتهم للمستهلكين لتغيير الأنماط الحالية لاستهلاك الطاقة الكهربائية في قطاع المباني الذي يستهلك أكثر من 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية المُنتَجة في المملكة. وأرجعوا أسباب الزيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية إلى نمط الحياة الآخذ في التطور والذي يحتاج إلى مزيد من الطاقة، بالإضافة إلى نسبة النمو السكاني في العالم . وبينوا أن الرفاهية والرخاء لا يعتمدان على الاستهلاك المتزايد للموارد، حيث إن فك الارتباط لا يعني وقف التنمية، لكنه يعني تحقيق مزيد التنمية باستخدام موارد أقل.. حيث إن الاستهلاك العالمي للموارد يتزايد على نحو خطير، ولا يعد نمطاً مستداماً بأي حال من الأحوال. وأوضح هؤلاء المسئولون والمختصون أن المملكة تواجه الكثير من التحديات في رفع كفاءة استهلاك الطاقة، من عدة أوجه منها: انتشار الأجهزة ذات الكفاءة المتدنية، بسبب أن قلة الوعي بكفاءة الطاقة تقود المستهلك لشراء أجهزة منخفضة الكفاءة، فضلاً عن محدودية الحوافز للمستهلك لاستبدال المنتجات ذات الكفاءة المتدنية بمنتجات ذات كفاءة أعلى في استهلاك الطاقة. وأفادوا بأن المشكلة في هدر استهلاك الطاقة في المملكة تعود بالدرجة الأولى إلى القصور المعرفي لدى المستهلكين بطرق الترشيد المثلى، بالرغم من وجود الاتجاهات الإيجابية لدى عديد منهم، والرغبة في تعديل سلوكياتهم، واتباع طرق ترشيد استهلاك الطاقة. وتعد المكيفات، الإنارة، الثلاجات والغسالات أكثر الأجهزة المنزلية استهلاكا للكهرباء. وأجمع عددٌ من المواطنين والمقيمين على أهمية وجود (بطاقة كفاءة الطاقة) على الأجهزة الكهربائية ، (وخصوصاً أجهزة التكييف)، حيث تعد دليلهم الإرشادي للشراء، وهي عنصر مفاضلة يتم على أساسه اتخاذ قرار الشراء من عدمه. ووصفوا ( بطاقة كفاءة الطاقة) بالعلامة البارزة التي تتصدر الأجهزة الكهربائية في منافذ البيع ( المكيفات- الثلاجات- الغسالات-المجمدات)، وتتضمن معلومات أساسية عن جودة المنتج، وتوافقه مع المواصفات القياسية السعودية، واستهلاكه للطاقة الكهربائية. فيما وصف عدد من أصحاب المحال التجارية قرار إلزام وضع (بطاقة كفاءة الطاقة) على بعض المنتجات الكهربائية بالصائب، مرجعين ذلك إلى عدم معرفة الكثير من المستهلكين والبائعين بالأمور الفنية للأجهزة الكهربائية، ومطابقتها للمواصفات والمقاييس، واستهلاكها للطاقة الكهربائية، وهي معلومات متى ما توافرت بشكل واضح على كل منتج فسيكون قرار البيع والشراء أكثر وضوحاً، ومبنياً على معلومات موثوقة. إلى ذلك أدت السياسات التي اتبعتها الجهات المعنية والتي تتعلق بإحداث مواصفات للأجهزة المنزلية بحيث تكون موفرة للطاقة بحسب عدد النجوم التي كلما زادت قل استهلاك الطاقة . وقال عاملون في سوق الأجهزة المنزلية: الثلاجات والمجمدات والغسالات: إن المتسوقين من الرجال والنساء، أصبحوا يطرحون كثيرا من الأسئلة قبل عملية الشراء، حول مواصفات وتقنيات الأجهزة، والاستفسار عن عدد النجوم الملصقة في بطاقة كفاءة الطاقة التي أضحت شرطاً ملزماً لبيع الأجهزة المنزلية . وأكدوا لـ اليوم أنه بعد انتهاء أنشطة الحملة الوطنية شوري عليك التي نفذت خلال الأشهر الماضية، بدأ واضحاً أن المستهلكين أصبحوا على معرفة ودراية كبيرة، بالأجهزة المنزلية المطابقة للمواصفات القياسية والموفرة للطاقة الكهربائية، وأشاروا إلى أنه في السابق لا تطرح أية أسئلة بل يتم الشراء، وإن كان هناك مفاصلة فهي فقط تتعلق بالسعر. وأضافوا: إن محال بيع الأجهزة المنزلية أصبحت تحرص على توظيف أشخاص على مقدرة تمكنهم من شرح مواصفات الأجهزة المنزلية، والتفاعل مع أي أسئلة تطرح من قبل المستهلكين، وعبروا عن ارتياحهم للنتائج الإيجابية التي حققتها حملة شوري عليك وكانت حملة شوري عليك قد انطلقت في 17 مايو 2015م ، بهدف تشجيع المتسوقين على شراء الأجهزة الأكثر نجوماً، بالاستدلال من بطاقة كفاءة الطاقة، وكذلك الاستخدام الأمثل للثلاجات والغسالات، وتغير السلوك الخاطئ في التعامل مع الأجهزة . وأقيمت على هامش الحملة معارض انطلقت من مدينة الرياض بعدد 3 معارض، ومن ثم إلى المنطقة الشرقية بالدمام والخبر والأحساء بعدد 3 معارض، بالإضافة إلى إقامة 3 معارض نسائية مخصصة للنساء فقط. من جانبهم، أكد مختصون في كفاءة الطاقة على مبدأ تعزيز التوعية والمداومة عليها في المنتجات الجديدة التي تنزل حالياً في الأسواق مشفوعة ببطاقة كفاءة الطاقة الخاصة بها، حيث إنه كلما زاد عدد العملاء والمستهلكين الملتزمين بذلك، زادت كفاءة الجهاز وتطويره .
مشاركة :