نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية نقاشية لرواية «رسائل عشّاق» للكاتبة الإماراتية فتحية النمر الصادرة حديثاً، وتحدث في الأمسية الناقد عبد الفتاح صبري، وأدارها الصحفي الأمير كمال فرج، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وكاتبة الرواية فتحية النمر. في مقدمته للنقاش قال الأمير كمال، إن الرواية اليوم دخلتها فنون أدبية كثيرة واستفادت من الفنون البصرية كثيراً، وأصبح الاشتغال الروائي مجموعة متداخلة من البحث والنقد والسرد والتنقيب العميق في المعرفة والمجتمع، حتى أصبحت فناً معقداً ويحتاج إلى كثير من الجهد والتركيز، واستدل على ذلك بعدة روايات ليخلص إلى أن فتحية النمر الكاتبة الدؤوب التي أصدرت 18 مؤلفاً أدبياً، والتي تعتبر الرواية مشروع حياة، تقدم مثالاً حياً على هذا النوع من الاشتغال المركز والبحث الغائر في علاقات المجتمع، وذلك ما تعكسه روايتها «رسائل عشّاق». الناقد عبد الفتاح صبري في مستهل حديثه عن الرواية قال إن ما لفت انتباهه عند قراءته لهذه الرواية أنها تقتحم بجرأة علاقات مجتمع المدينة التقليدي، فتفكك العلاقات الداخلية للأسرة والعلاقات الخارجية لها على حد سواء. وخلص عبد الفتاح إلى أن فتحية النمر استطاعت بناء نسيج من العلاقات الداخلية بين أفراد أسرة وتتبع حيواتهم كل على حدة ثم ربطها بالحكاية العامة، مختتماً حديثه بأن قيمة «رسائل عشاق» أنها تعمقت في المجتمع الماضي وعلاقاته، ومجتمع المدينة الساحلية بشكل خاص. الكاتبة فتحية النمر قالت في مداخلتها: «إن كل أعمالي كانت عن المجتمع المعاصر والإنسان المعاصر، وقد شرعت من جانبي في هذه الممارسة المبنية على تناول المجتمع التقليدي سردياً، وبدأت ذلك بمجموعة قصصية بعنوان (حكايات من حي النباعة)، كانت عن طفولتي والأشياء الجميلة التي عشتها وسمعت عنها في ذلك الحي في السبعينيات من القرن الماضي، وكذلك عن الأشياء السلبية، لكي ترى الأجيال الحاضرة كل ذلك وتكون على وعي بما تأخذه وما تتركه، وتأتي روايتي الجديدة (رسائل عشّاق) في هذا الاتجاه».
مشاركة :