دريد لحام.. كذبة صدقناها

  • 2/11/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن دريد لحام في يوم من الأيام غير ما هو عليه الآن، منذ أيام غوار الطوشي وهو يعبّر عما يجول في خاطر النظام السوري ويتكلم بما يريدون أن يتكلم به، ولم يكن سوى بوق يزمر به النظام "الأسدي" السوري. شهرته المفاجئة جاءت بعد مسرحيته "كاسك يا وطن" والتي أراد من خلالها نظام الأسد أن يوحي للعالم أنه يمنح الحرية والرأي الآخر لمواطنيه وأن من يدعي أنه نظام قمع وترهيب فهو بالتأكيد كاذب فهذا دريد لحام يصول ويجول على المسرح بحرية متناهية وبلا خوف. لقد صدق الجمهور العربي المسكين هذه الكذبة، وانطلت عليه الحيلة، وأصبح غوار الطوشي نجماً وبطلاً قومياً مغواراً قادراً على أن يقول ما يشاء في بلد لا يجرؤ فيه أحد حتى التنفس بحرية. دريد لحام في الوقت الذي يتعرض فيه صديق عمره نهاد قلعي للاعتداء من استخبارات النظام السوري، جال العالم بمسرحياته المصطنعة ينشر رسائل سلام ومحبة مزيفة من نظام دموي إلي العالم، وحين نستغرب من دريد لحام تغنيه بملالي إيران فكأننا نساهم في نشر الكذبة التي كذبها نظام الأسد وصدقها الجميع، فهو لم يكن سوى ما كان عليه اليوم. غوار الطوشي أعلن وفاته منذ أن بدأ ببيع الوهم على جمهوره وهو يعلم أنه مجرد كذبة، مجرد وهم، وحين اكتشف الجمهور أن ما كان يقدمه لهم ما هو إلا كذبة أتقنها هذا الفنان ومررها علينا متناسياً أن الزمن لم يعد كما كان وأن الحقيقة مهما غابت لابد أن تشرق الشمس عليها. وهذه الشمس أشرقت على غوار الطوشي وكشفته على حقيقته التي حاول أن يخفيها عن جمهوره، وكأن القدر يأبى أن يموت غوار الطوشي أو دريد لحام وهو في نظر الجمهور المخدوع ذلك الممثل المثقف الواعي الذي وزع مساحات من الضوء في أرجاء المعمورة. لم يكن لدريد أن يستمر في كذبته التي أراد أن تموت معه فأبت إلا أن تكشف هذه الكذبة عن نفسها معلنة نهاية بطل من ورق ونجم مزيف كان له أن ينكشف منذ زمن بعيد. إن هذا الممثل نموذج من نماذج كثيرة مثله لم تدرك أن الفنان الحقيقي لابد أن يكون محايداً ومبدعاً فقط، مثقفاً يعي أن الثقافة والفن هما وسيلة لنشر السلام والمحبة والحب. لذلك لا تنعوا فقيدكم فقد مات منذ زمن بعيد.

مشاركة :