تونس - تلوّنت أزقة المدينة العتيقة في تونس العاصمة وتحول ليلها إلى نهارٍ بأضواء عروض احتفالية "ضوي المدينة" الرمضانية في دورتها الثانية. وجمعت الاحتفالية التنشيطية التي انطلقت في 31 مارس / آذار واستمرت إلى غاية 08 أبريل / نيسان، بين العروض الضوئية والموسيقى والرقص. وتهدف الاحتفالية التي نُظمت بمبادرة من وزارة السياحة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، إلى تنشيط الحركة التجارية والتعريف بمعالم المدينة العتيقة. وقال ممثل اللجنة المنظمة للاحتفالية كريم الرمادي "للسنة الثانية اخترنا شهر رمضان لتنظيم التظاهرة الثقافية والفنية التي ساهمت في حركية تجارية وسياحية في أسواق المدينة العتيقة وللتعريف بمعالم المدينة الحضارية والثقافية". ولفت إلى أن "وزارة السياحة حريصة على تقديم كل الدعم من خلال هذه التظاهرة وتظاهرات مشابهة لترسيخ العلاقة بين التونسيين وزوار البلاد مع الموروث الثقافي ببلدنا، فضلا عن خلق أجواء مميزة ترافق شهر رمضان الكريم كل سنة". وبدأ العرض الضوئي على حائط قوس "باب بحر" أو "قوس النصر" و"الباب الكبير" الفاصل بين الجهة الجنوبية للمدينة العتيقة ونظيرتها الجديدة بالعاصمة، وتحول الخارج إلى شاشة عرض تجتذب الزوار والساهرين. وتم عرض مقاطع مصورة سلطت الأضواء على عراقة المعالم التاريخية والأثرية داخل "المدينة العربي" (المدينة العتيقة) كما يسميها التونسيون، وبينها مقاطع مصورة وصور لجامع الزيتونة وقصور البايات والمراكز الثقافية والمساجد الأثرية وغيرها من المعالم. وتحظى المدينة العتيقة بمكانة حضارية مميزة لتمتعها بتاريخ يعود إلى عام 698 ميلادية وهي تقع فوق ربوة تطل على البحر الأبيض المتوسط وتمتدّ على نحو ثلاث كيلومترات. وعلى طول مسار الاحتفالية من الشارع الرئيس في العاصمة حتى جامع الزيتونة، مرورا بكنيسة الصليب المقدس "سانت كروا"، تجمع مئات من التونسيين والتونسيات لمشاهدة عرض "الإسطمبالي" الراقص وهو يجمع بين عزف على آلات موسيقية وارتداء ملابس ورقص أفريقي. ورقصة "بوسعدية" على أنغام "الإسطمبالي" تروي قصة رجل تعرضت ابنته للسبي، فرحل يبحث عنها بإطلاق إنشاد موجع وهو متخف بقناع وملابس خاصة، وباتت فيما بعد موسيقى فولكلورية تسجل حضورها في مختلف المهرجانات التونسية. ومرت الجولة الاحتفالية خلال مسارها بسوق الصناعات التقليدية والمقاهي القديمة وهي وجهة لسكان العاصمة وضواحيها ومئات السائحين خاصة خلال شهر رمضان المبارك الذي ترافقه حركة كبيرة في نحو أربعين سوقا لأنشطة تجارية مختلفة. واكتملت الجولة في ساحة المحكمة القديمة "ساحة التريبونال" أمام قصر خير الدين باشا الذي شيّد بين 1860 و1870، حيث قدم المنظمون عرضا راقصا قصيرا لاقى استحسان المتابعين في جنبات الساحة. وقال مندوب وزارة السياحة التونسية أنس بوخريص خلال انطلاق الدورة الأولى من هذه التظاهرة في العام 2022 "تم اختيار هذه المعالم التاريخية من أجل التعريف بها والترويج السياحي لها". وأضاف "هذه التظاهرة تأتي بمبادرة من وزارة السياحة التونسية في إطار برنامج (تونس وجهتنا) وهو برنامج يساعد تونس على تنشيط المدينة والنهوض بالتراث التونسي". وأوضح أن الاحتفالية تهدف إلى "التنشيط الثقافي والموسيقي والسياحي، نظرا لما تتمتع به المدينة العتيقة من حضور لافت على الساحة السياحية في تونس، لاسيما طوال شهر رمضان".
مشاركة :