تُولي دولةُ الإمارات أصحابَ الهمم مكانةً خاصة، حيث تؤكد دائماً أهمية توفير أعلى المعايير العالمية لكفاءة الخدمات وجودتها والبرامج التأهيلية في الجهات والمؤسّسات المعنية برعاية هذه الفئة، وإعدادهم وتأهيلهم، إذ نجحت الدولة في الانتقال بأصحاب الهمم إلى مرحلة التمكين والدمج والمشاركة مع أقرانهم في المجتمع إلى ضمان مستقبلهم، وعيش حياة كريمة بكامل حقوقهم. فمنذ نشأة الدولة، أبدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حرصاً كبيراً واهتماماً بالغاً لرعاية أصحاب الهمم، وعكست مبادراتُه الكريمة، رحمه الله، إصرارَه على احتضانهم وتوفير سبل الراحة لهم، وتأمين أرقى أشكال الرعاية الإنسانيّة لمختلف فئاتهم، حيث وجّه، طيب الله ثراه، بإنشاء «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم»، وإنشاء مراكز رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في أرجاء الدولة كافة، بهدف توفير البرامج التربوية والتعليمية والصحية لهم، وتعزيز فرص اندماجهم في المجتمع. وتوالت رعاية أصحاب الهمم من قِبل القيادة الرشيدة، فجاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمتابعتهم الدائمة، الأمر الذي ضاعف المسؤوليةَ نحو المزيد من العمل لتقديم أرقى خدمات الرعاية والتأهيل لهذه الفئة المحورية في بناء الوطن، وهذا ما تضمّنه قولُ سموه: «إن الاهتمام بأصحاب الهمم وتقديم الرعاية المتكاملة وِفق أعلى المعايير العالمية يأتي ضمن جوهر خطط الدولة وبرامجها لتمكينهم، لكي يصبحوا مُنتِجين ومساهمين في خدمة بلدهم، فهم جزء أصيل وأساسي من مكونات مجتمعنا.. دعمهم ورعايتهم مسؤولية وأمانة». فأصحاب الهمم أبطال عَرفوا معنى الإرادة والإصرار، وأدركوا أن طريقَ الوصول إلى القمة ليس سهلاً على الإطلاق، بل سعَوا لتخطّي العوائق للوصول إلى المكانة التي تُمثّل لهم، ليس قمة النجاح فحسب، بل بدايتَه، فأصبحوا فرسان الإرادة بلا منازع. وبمناسبة «يوم زايد للعمل الإنساني» نفّذت «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم»، مبادرة «افعل خيراً»، لتوزيع وجبات على الصائمين في محطتَي بترول بالتعاون مع شركة أدنوك للتوزيع، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبمشاركة 20 طالباً من أصحاب الهمم، تعبيراً عن روح العطاء لهذه الفئة الكريمة، وتأكيداً على مساهمتهم في مختلف الشؤون المجتمعية والمشاركة التطوعية، واعتزازهم وفخرهم بهذه المؤسسة التي تحمل اسم «زايد» رحمه الله، وليقولوا للمجتمع نحن معكم في كلّ خطوة تحمل خيراً لأبناء هذا البلد والمقيمين فيه. وتبقى الإماراتُ كما أرادها قادتُها منارةً لكل خير وعوناً لكلّ محتاج، يعيش أبناؤها في أمن وأمان وخير وسعادة، يفاخرون العالَم بأنهم «عيال زايد»، ويبقى أصحاب الهمم جزءاً مهمّاً في المجتمع، «يُؤثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»، ويُقدّمون جهدَهم في البلد المِعطاء. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :