المهمة التي تنتظر الأمير خالد الفيصل في التربية والتعليم ليست سهلة، كما أن المهمة التي كانت في انتظار سموه حين تم إسناد إمارة منطقة مكة المكرمة له لم تكن سهلة كذلك، وإذا كان سكان منطقة مكة قد شهدوا الأثر الذي تركه سموه في المنطقة وما شهدته من تطور خلال سنوات وجيزة فإن ذلك يدفع إلى الثقة بما سوف يقدمه سموه للتربية والتعليم بعد أن أنيطت مسؤوليته بها. وإذا كانت بعض أحياء مدن منطقة مكة على شفا كارثة أو خارجة من كارثة حين تولى سموه إمارة مكة، فإن أوضاع كثير من جوانب العملية التربوية والتعليمية تكاد تكون كذلك وهو الأمر الذي كشفت عنه انتقادات مجلس الشورى لتقرير الوزارة مؤخرا كما أنه هو الأمر الذي سعى الكتاب وأصحاب الرأي إلى الكشف عنه عندما كانوا يتحدثون عن ضعف مخرجات التعليم وتردي وضع المدارس وسوء العلاقة بين المعلم والطالب وما إلى ذلك من مشكلات ستشكل أهم الملفات التي تنتظر الأمير خالد الفيصل وقد تعلقت به وبها آمال المواطنين جميعا كي يستعيد التعليم مكانته التي كانت له من قبل حين كان معقل آمال الأمة ومناط مستقبلها. والتجربة التربوية لسمو الأمير خالد الفيصل لا تبدأ حين تم إسناد وزارة التربية والتعليم لسموه ذلك أننا إذا كنا قد شهدنا الاهتمام الذي أولاه سموه للشباب في منطقة مكة المكرمة فعقد لهم المجالس ومنحهم فرصة الحوار الحر فإن عناية سموه بإصلاح التربية والتعليم من كل اتجاه يمكن له أن يسيء إلى وعي الطلبة والطالبات قد تجلت حين حرص سموه قبل سنوات على عقد ندوة حذر المشاركون فيها من تسرب المنهج الخفي إلى مدارسنا وما يمكن أن يتيحه هذا المنهج من فرصة للمتشددين والمتطرفين من تأثير على أبنائنا ينتهي بهم إلى التطرف والغلو وما يمكن أن ينتهي إليه من فكر تكفيري يشكل المنطلق النظري للإرهاب. أمام سمو الأمير مهمة ليست سهلة، وسموه لم يخلق لكي يتولى أمرا سهلا، والملفات التي سيجدها سموه بانتظاره كثيرة غير أن أهم هذه الملفات تلك التي تتعلق بتعزيز شخصية الطالب وتكريس قيمة العلم واستعادة المعلم لمكانته، كما أن من أهم الملفات التي أمام سموه استكمال إصلاح التعليم لدينا من المنهج الخفي الذي لا يتناقض مع المهمة التربوية للمعلم بل يسعى لنقض الحس الوطني لدى الطالب كي يبني على أنقاضه اتجاهات لا تخدم الوطن ولا تسعى إلى إعلاء شأنه. عكاظ
مشاركة :