بيت الشعر بالأقصر يحتضن أمسيات شعرية ونقدية

  • 4/11/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم بيت الشعر بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر هذا الأسبوع برنامجه الثقافي الرمضاني لهذا العام، والذي تضمن إقامة مجموعة من الأمسيات الشعرية والنقدية بمشاركة 22 من الشعراء والنقاد المصريين.  وقال مدير البيت الشاعر المصري حسين القباحي إن البرنامج الرمضاني للبيت هذا العام روعي فيه التنوع والجمع بين فنون الشعر المختلفة ما بين فصيح وعامي، إضافة إلى الفنون القولية مثل فني "الواو" و"النميم".  ولفت إلى أنه تم اختيار المشاركين من الشعراء والنقاد من أجيال مختلفة، وأنه كان هناك بجانب وجود الروّاد من الشعراء والنقاد، حضور للشعراء والنقاد من جيل الشباب.  وتضمن البرنامج الرمضاني لبيت الشعر بمدينة الأقصر 6 أمسيات شعرية شارك فيها الشعراء: علاء جانب، عزت الطيري، أحمد الجميلي، إبراهيم السمان، عبدالله عبدالصبور، حسين صالح خلف الله، النوبي عبدالراضي، أحمد العراقي، بكري عبدالحميد، محمود الكرشابي، يحيي سمير، محمود مرعي، زين الرزيقي، حمدي حسين، حسين سعيد، عبيد عباس، علي حسان، عادل صابر، حمادة الفارسي، عبدالناصر أبوبكر، بجانب الفنان عبدالله جوهر والمنشد الشيخ جابر الذهبي.  العجائبية في الأدب وبحسب القباحي، فقد تضمن البرنامج الثقافي الرمضاني لبيت الشعر بالأقصر أمسيتين نقديتين قدمهما الشاعر الدكتور محمد أبوالفضل بدران والشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي.  وفي الأمسية الأولي تناول الشاعر الدكتور محمد أبوالفضل بدران موضوع "العجائبية في الأدب"، حيث حديثه مؤرخًا لمصطلح العجائبية والذي لم يكن موجودًا في النقد الأدبي إلا بعد أن تحدث عنه الناقد البلغاري تودوروف الذي كتب كتابًا في الخمسينات وهو "مدخل إلى الأدب العجائبي" والأعجب من المصطلح أنه قد نشأ في ألمانيا لكنه سرعان ما غدا مصطلحًا في أميركا الجنوبية، وقد يتساءل البعض لماذا لم ينتقل من ألمانيا إلى الأدب العربي أو غيره من آداب الشرق.  وأجاب الدكتور محمد أبوالفضل بدران خلال الأمسية النقية بقوله: لأن العجائبية موجودة في أدبنا العربي القديم وفي تراثنا منذ أن وجد الأدب العربي، وقد يقول قائل إننا نحاول أن نأخذ المصطلحات من العرب ونقول إنها موجودة عندنا كأننا نبحث لها عن مكان في تراثنا وأدبنا، لكن الباحث في الأدب العربي سيجد كثيرًا من الدلائل والاستشهادات التي تؤكد أن العجائبية كانت سمة لم يخل منها الأدب والتراث العربي.  وأكد بدران أن معظم الشعر العربي والسرد الحكائي هو أدب عجائبي والأدب الحقيقي هو الذي يبعث على الدهشة والإبداع، لماذا يعجبنا ماركيز مثلًا لأن ما نقرأه عنده موجود لدينا في حكاياتنا الشعبية وفي الخرافات وفي التراث الشعبي لماذا ننسى ألف ليلة وليلة مثلًا وغيرها من كثير من السرديات التي تتعلق بحياة وأقوال المتصوفين من أمثال الحلاج والشبلي وذي النون المصري وهل شطحات الصوفية إلا ضرب من ضروب هذه العجائبية فهي خروج عن المألوف إلى غير المألوف وعندهم تعد طريقًا للوصول. المحمدون الشعراء وأشعارهم وفي الأمسية الثانية تحدث الشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي عن كتاب "الشعراء المحمدون وأشعارهم" لمصنفه جمال الدين علي بن يوسف القفطي المتوفى عام 646 هجرية.  والكتاب من كتب التراجم، اختار مصنفه أن يترجم فيه للشعراء الذين حملوا اسم محمد، مما قبل الإسلام وحتى القرن السابع الهجري.  اعتمد في جمع تراجمهم - وفقا لرياض عبدالحميد مراد محقق طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق - على خمسين مصدرا، وبهذا يعد الكتاب مرجعا مهما في التعريف بالشعراء على مدار القرون السبعة المذكورة.  يُضاف هذا الكتاب إلى عدد من الكتب المهمة التي صنفها القفطي، ومنها: "إنباه الرواة على أنباه النحاة"، و"إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، وغير ذلك من المصنفات.  وقد تناول الضوي في حديثه مخطوطات الكتاب وطبعاته المتعددة مقارنا بينها، مشيرا إلى أهمية الكتاب والمفاضلة بين تحقيقاته المختلفة، كما استعرض عددا من تراجم الشعراء المترجم لهم في الكتاب وقرأ شيئا من أشعارهم. وشهدت الأمسية النقدية مجموعة من المداخلات من قبل جمهور بيت الشعر الذي تفاعل مع الطرح الذي قدمه الشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي، ومع الكتاب وسبب تأليفه وعنوانه واختيار اسم "محمد" معيارا للترجمة للشعراء فيه، بالنظر إلى الأهمية المعرفية والحضارية والوجدانية لصاحب الاسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ما حدا بهذا المصنِّف إلى اختيار من سُمُّوا محمدا من الشعراء، ليترجم لهم في مصنفه هذا، وإن لم يُفصِح هو عن هذا السبب.  يذكر أن بيت الشعر بالأقصر أُنشئ ضمن مبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، لتخدم الشعر العربي أينما كان، ويُعنى البيت بقضايا الشعر والشعراء في مجالات الكتابة والتوثيق والإعلام، والنهوض بالهمم عبر الإنتاج والتبادل الثقافي العربي والإنساني، وتأصيل دور الشعر والشعراء في الحركة الثقافية والمجتمع، وإيصال صوت الشعر إلى قطاعات المجتمع كافة، بجانب البحث في جماليات روح اللغة العربية. 

مشاركة :