من لا يعرف المجتمع البحريني، فنحن نشرح له في هذا المقال لنعرفه بنسيجه المجتمعي، فهو بشكل مختصر يمتلك أقوى الترابط الأسري والمجتمعي، ويعتبر من أقوى الأنسجة ترابطًا، على المستوى العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، جل المجتمع تربطه وشائج النسب والمصاهرة والعلاقات الأسرية أو الصداقات الحميمية المتصلة بكثير من العوائل والقبائل. وهذا الأمر لا يقتصر على طائفة دون أخرى، ولكن هذا الترابط والعلاقات نسجت وتمددت بين الطائفتين الكريمتين، فتجد علاقات ترابطية واخوية، وصولاً للصداقات بين منطقتي الرفاع وسترة، والمصاهرة بين مناطق الحد وسماهيج، وقلالي وعراد والزلاق والمالكية، وهذه الصداقات والمصاهرات ترسخت منذ قرون في نفوس المجتمع البحريني العام. لهذا عندما حاول بعض الكتَّاب مثيرو الفتن اكثر من مرة العبث بالمجتمع البحريني وزرع الفرقة بين اهله، باؤوا بالفشل، ولم يستطع هؤلاء المارقون الحاسدون من كسر هذا الترابط، الذي بالطبع تصدى له الشعب البحريني بكل ازدراء أو عدم اكتراث، لأنه كما ذكرنا لما تربط هذا الشعب من وشائج الأخوة والمحبة والعلاقات بين جميع طوائفه الأنظمة لا تستطيع العيش باستقرار وطمأنينة في ظل تواتر الأزمات -الأمنية أو المعيشية- وكذلك المواطن لا يشعر بالأمن والكرامة في وطنه في ظل تواتر هذه القضايا العالقة. من يمتلك هذه النفوس المريضة ليس أهلاً أن يكون من المجتمع البحريني الذي اعتاد، كما ذكرنا في المقدمة، على الود والتآلف والمحبة بين فئاته، ونحن متأكدون من يمتلك هذه النفوس المريضة ليسوا من اصولنا. كثير من الشعوب والأنظمة تتعرض لأزمات أمنية او سياسية او اقتصادية، ولكن الطرف القوي من يبادر، ويضع الحلول والتباحث في كيفية التغلب عليها وفق ما يأمرنا الله تعالى (بالعفو عند المقدرة)، ومشاركة الناس آراءهم، والطرف الضعيف هو الذي لا يواجه أو يقوم باصلاح ازماته. المصدر: د. أحمد العنيسي
مشاركة :