يختزل مقعد الدانة الواقع في قلب جدة التاريخية، حقب أزمنة بعيدة لأهالي البلد، وذلك من خلال احتفاظه بمخزون هائل من التراث بصورة حية، وكل ذلك في صورة متحف مصغَّر يبرز العديد من القطع الأثرية والتراثية وبعض المصنوعات من الحِرف التقليدية وطراز الفنون الإسلامية. وفي لقاء لـ"واس" مع مالك مقعد الدانه سراج عقاد، الذي أوضح أن المقعد يسترجع فيه المجتمعون من أهالي الحارة في جدة التاريخية الماضي الجميل، ويستقبلون فيه ضيوفهم من خارج جدة بالغناء والمزامير، كما يحتفون بلعبة المزمار الحجازية التي تعدُّ واحدة من أشهر الفنون الشعبية بالحجاز والمتوارثة جيلًا بعد جيل، ويتشارك فيها الكبار والصغار. وأفاد أن المقعد يحتفظ بالعادات والتقاليد الحجازية، حيث يجمع عددًا من عمداء الحارات بجدة، لافتًا الانتباه إلى أن الفرحة تعم الجميع عند استقبالهم الضيفَ، تلك الميزة العربية والكرم الأصيل وبخاصة في الحجاز، وأن العمدة يتولى مهمة التنظيم عند استقبال الضيوف ومن هم من مكة المكرمة. وتحكي أركان المقعد حياة الحارة الحجازية بكل مكوناتها من طراز بناء من الخارج والداخل، في حين يشهد المقعد إقبالًا كبيرًا من زوار موسم جدة التاريخية؛ ليطلعوا من خلالها على ما يحتويه البيت الحجازي من تراث يمثل جزءًا من هذا الوطن الغالي.
مشاركة :