«مقعد الدانة» في جدة التاريخية يحكي التراثَ الحجازيَّ واجتماعَ أهالي الحارة

  • 4/16/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يختزل مقعد الدانة الواقع في قلب جدة التاريخية، حقب أزمنة بعيدة لأهالي البلد، وذلك من خلال احتفاظه بمخزون هائل من التراث بصورة حية، وكل ذلك في صورة متحف مصغَّر يبرز العديد من القطع الأثرية والتراثية وبعض المصنوعات من الحِرف التقليدية وطراز الفنون الإسلامية. وفي لقاء لـ"واس" مع مالك مقعد الدانه سراج عقاد، الذي أوضح أن المقعد يسترجع فيه المجتمعون من أهالي الحارة في جدة التاريخية الماضي الجميل، ويستقبلون فيه ضيوفهم من خارج جدة بالغناء والمزامير، كما يحتفون بلعبة المزمار الحجازية التي تعدُّ واحدة من أشهر الفنون الشعبية بالحجاز والمتوارثة جيلًا بعد جيل، ويتشارك فيها الكبار والصغار. "مركاز الضوء".. تجربة بصرية ثقافية ماتعة وأفاد أن المقعد يحتفظ بالعادات والتقاليد الحجازية، حيث يجمع عددًا من عمداء الحارات بجدة، لافتًا الانتباه إلى أن الفرحة تعم الجميع عند استقبالهم الضيفَ، تلك الميزة العربية والكرم الأصيل وبخاصة في الحجاز، وأن العمدة يتولى مهمة التنظيم عند استقبال الضيوف ومن هم من مكة المكرمة. وتحكي أركان المقعد حياة الحارة الحجازية بكل مكوناتها من طراز بناء من الخارج والداخل، في حين يشهد المقعد إقبالًا كبيرًا من زوار موسم جدة التاريخية؛ ليطلعوا من خلالها على ما يحتويه البيت الحجازي من تراث يمثل جزءًا من هذا الوطن الغالي. من جهة اخرى شكّلت عروض الضوء التي تمّيزت بها مباني جدة التاريخية لوحات فنية بديعة في مشهد جذب زوار موسم جدة التاريخية الذين امتلأت بهم ساحات وميادين البلد. واستوحت فعالية "مركاز الضوء"، المقامة حالياً ضمن برنامج موسم جدة التاريخية والتي سُلّطت على أبنية البلد التاريخية التي تمثل جدة القديمة، من ثقافة شهر رمضان الكريم، ليحظى الزوار بتجربة بصرية خلابة مليئة بالجمال والمتعة. فيما تمثل جدة التاريخية مركزاً جاذباً للأعمال والمشاريع الثقافية، حيث المعالم التراثية التي تمتلكها المنطقة، واحتواؤها على أكثر من 600 مبنى تراثي، و36 مسجداً تاريخياً، وخمسة أسواق تاريخية رئيسة، إلى جانب الممرات والساحات ذات العمر الممتد، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة والتي تكون بمثابة نافذة تعريفية لمكانتها في الرحلات المقدسة. الى ذلك أعاد موسم رمضان جدة التاريخية، لأذهان الزوار مهنة "المنجد"، في تجربة مباشرة أمام الجمهور، والتي تعد من أهم المهن التي عُرفت في تاريخ العرب. وكانت هذه المهنة تدخل في مستلزمات تأسيس كل منزل جديد، إذ كان يخصص عدة أيام قبل الزفاف لكي يأتي المنجد ويقوم بتجهيز الفرش واللحف والمخدات، كما أن أغلب الناس كانوا يجددون ما لديهم من مفروشات فيستدعون المنجد إلى المنزل. وعلى الرغم من ظهور أدوات كثيرة وبأشكال متعددة ومنها اللحاف والبطانيات المصنوعة آلياً والذي لا تحتاج في صناعته إلى المنجد كونها تصنع من الفايبر وتخاط بماكينة وليس باليد كما كان اللحاف القطني، إلا أن المنجد ما زال منتشرًا . ويشرح الحرفي للزوار عملية التنجد التي تمثل البداية في المهنة من خلال الضرب بالمطرقة الخشبية على وتر القوس الغارق في القطن بهدف حلحلة وتنعيم ونفش الصوف، تمهيداً لتعبئته في القماش ثم حياكته، وأخيراً طرقه بعصا خيزران نحيلة حتى يصبح سطحه في مستوى واحد، فيما يأتي الفن في الحرفة بما يرسمه الحرفي على اللحاف من ورود، وطواويس، ونجوم، وكل هذا يتم بالأبرة والكستبان. كما شهدت فعاليات موسم رمضان جدة التاريخية المقامة حالياُ ، عروضا مسرحية في تجربة تاريخية وثقافية وترفيهية عميقة للحضور، حيث يجد الزائر عالما من الخيال والترفيه والعجب والغموض والمستوحاة من تاريخ جدة القديمة وأهلها. وفي استحضار للتاريخ وبتنوع للحضور من مختلف أطياف المجتمع، الذين عبر عن إعجابهم بمسرحية "عقال وسوبيا"، التي جسدت أحدث عملًا تاريخياً لجدة القديمة، من خلال عرض حي مباشر ممتع ثرى بالمعلومات، وبكافة تفاصيلها ومشاهداتها على أرض الواقع. وتدور أحداث المسرحية الكوميدية الثقافية في استعراض حقبة ما قبل 100 عام، لأحداث القصة وشخصياتها الذين يأتون من خارج الحارة بغية سرقة عقال عمدة الحارة المطرز بالذهب ، وفي ذات الوقت يلتقي بآخر يمثل بائع السوبيا ، وكان بين الشخصيتين صبي العمدة الذي ينقل حديثهما إلى العمدة ، في حين تدور الأحداث من خلال إرسال العمدة للصبي لمراقبة السارقين، ويدخل العسة ممثل الأمن آنذاك ويتم القبض على المتآمرين، فيما يدخل إلى مشاهد المسرحية سائحة من دولة عربية جاءت بهدف رؤية رياشين البيوت القديمة التي تمثل جدة التاريخية والالتقاء بنساء الحارات القديمة. موسم رمضان يُعيد للأذهان حرفة «المنجد»

مشاركة :