في تطور وصف بأنه علامة فارقة في ميدان تشخيص سرطان البروستاتا توصل علماء بريطانيون إلى وضع اختبار بسيط لـ«شم البول»، بدلا من توظيف الاختبارات الحالية التي تقتضي إجراءات تدخلية أو أخذ خزعة من المرضى لفحصها. ووظف باحثون في جامعة ليفربول ومعهد الأمراض البولية في جامعة بغرب إنجلترا في بريستول نظام مستشعر «الكروماتوغرافيا الغازي»، الذي يعتمد على مبدأ التفريق اللوني بين المكونات المختلطة في المواد والسوائل، إضافة إلى الطرق الإحصائية لرصد أورام الجهاز البولي، ونشروا نتائج دراستهم في مجلة «بريث ريسيرتش» (أبحاث النَفَسْ). وخضع 155 رجلا شاركوا في تجارب أولية أجريت في مستشفى ساوثميد والمستشفى الملكي في بريستول إلى الاختبار الجديد، الذي نجح في تشخيص 58 منهم بسرطان البروستاتا و24 بسرطان المثانة و73 بـ«البيلة الدموية» أو ضعف تدفق البول من دون رصد أي أورام سرطانية. وقال الباحثون إن ذلك يعني أن المستشعر الغازي قادر على رصد مختلف أنماط المكونات الطيارة التي يمكنها تحديد تركيبة البول لمختلف المرضى المصابين بسرطانات الجهاز البولي. وقد استخدموا نوعا من نظام الاستشعار هذا طوره البروفسور كريس روبرت من جامعة ليفربول ونورمان راتكليف من جامعة بغرب إنجلترا، أطلق عليه اسم «أودور ريدر» (قارئ الرائحة). ويشمل الاختبار وضع عينات من البول داخل «قارئ الرائحة» بهدف قياس مكوناته بواسطة برامج إلكترونية مخصصة لهذا الغرض. وقال روبرت إن هناك حاجة ماسة لرصد هذه السرطانات في مراحلها الأولى عندما يكون من السهل معالجتها، بينما وصف البروفسور راتكليف نظام الاستشعار بأنه «مشابه لعمل الأنف الإلكتروني».