سرطان البروستاتا علاجه بسيط رغم صعوبة التشخيص

  • 3/20/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يعدّ الأطباء المختصون في الأورام أن اكتشاف مرض سرطان البروستاتا من الصعوبة بمكان، وبرر البعض منهم ذلك بوجود حالات كثيرة لا تشكو أي أعراض واضحة للمرض، أو ربما تظهر أعراض تتشابه أو تتطابق مع أعراض أخرى، لكن من المؤكد إمكان التشخيص في مرحلة أخرى متطورة من المرض، عند ظهور علامات تدعم ذلك الاحتمال الذي يضعه الطبيب في مرتبة متأخرة لعدم اكتمال الصورة التي تتيح له تبني الفرضية بشكل تام وعن قناعة كاملة. يعدّ سرطان البروستاتا مرضاً ذكورياً يصيب الرجال فقط، ولا يمكن أن يصيب النساء، حيث إن غدة البروستاتا المعرضة للإصابة توجد في الذكور فقط، وتحتل موقعها في أصل العضو الذكري على جانبيه، وتقوم بدور حيوي في إفراز السائل المنوي الذي تسبح فيه الحيوانات المنوية، كما تقوم بدور مهم في مساعدة العضو التناسلي على القيام بمهامه، ولا يتجاوز حجم هذه الغدة حجم حبة الجوز، ولا يتم اكتشاف المرض إلا إذا تأثر المريض بالورم، بحيث يواجه صعوبات في التبول أو يشعر بآلام أسفل البطن أو غير ذلك من العلامات التي تقود الطبيب إلى الاشتباه في الإصابة بالمرض، وبالتالي طلب المزيد من الفحوص للتأكد من طبيعة الحالة. ويشير أطباء أمراض الذكورة إلى أن الفئة العمرية ما بين الستين إلى الثمانين تعدّ مشمولة بالمحاذير حول الإصابة بالمرض، ويجب على هذه الفئة السنية وذويها مراعاة الفحص الطبي الدوري؛ للتأكد من عدم وجود أي أورام في غدة البروستاتا؛ لأن الكشف المبكر يساعد على سرعة تدارك الأمر، شأنه في ذلك شأن كل أنواع السرطانات الأخرى. ويؤكد الأطباء على وجود أوجه تشابه بين سرطان البروستاتا وبعض المشكلات الأخرى التي تصيب الغدة خلال مرحلة منتصف العمر مثل التضخم الطبيعي للبروستاتا الذي يصيب البعض خلال فترة الخمسينات، ومن الغريب أن ذلك التضخم لا يسبب أي مشكلات مرضية على الإطلاق، إلا أن الطبيب وحده من يقرر إن كان ذلك التضخم طبيعياً أم مرضياً، كما يمكن للخبرة العملية أن تساعد الطبيب على اتخاذ قرار صائب، كما تؤدي إصابة الغدة بالتهابات حادة إلى ظهور الأعراض نفسها التي تظهر في حالات الإصابة بمرض سرطان البروستاتا. ويفيد المختصون بضرورة الحصول على معلومات مكتملة حول المرض قبل الإقدام على أي خطوات للعلاج، حيث إن خطوات العلاج صعبة ومعقدة وتصيب المريض بمجموعة من الأعراض الجانبية، كما تعدّ خطوات العلاج مكلفة وطويلة ومن المشقة بمكان، إلا أن الشفاء يتحقق مع توافر شروط عدة، أهمها الاكتشاف المبكر ودقة التشخيص والحصول على صور إشعاعية كافية للتحقق من التشخيص، علاوة على برنامج علاجي مكثف تحت إشراف طبيب متخصص، مع المحافظة على الحالة النفسية المتزنة للمريض، حيث إن سوء معنويات المريض وارتفاع معدلات القلق ينعكس سلباً على تقدم العلاج. ويضيف الخبراء أن الفئة الأسرع استجابة لخطوات العلاج هي التي استطاعت الحصول على تشخيص مبكر، وتتسم هذه الفئة بالحصول على قدر كاف من التعليم والثقافة العامة والاهتمام بالصحة العامة، وأغلب هذه الحالات يتم تشخيصها عندما يكون الورم لا يزال في الغدة ولم ينتقل إلى أعضاء الجسم الأخرى، إذ تصعب خطوات العلاج عند انتقال المرض من الغدة إلى أعضاء الجسم الأخرى عن طريق الغدد اللمفاوية، ويزداد الأمر صعوبة كلما انتشر المرض في مواقع خارج غدة البروستاتا، وهنا يحتاج العلاج إلى خطوات أصعب وزمن أطول للحصول على نتائج ليست مؤكدة، كما يعتمد الأمر على نوع الورم، إذ إن هناك نوعاً يتسم بالاستقرار ولا يتطلب إجراءات سريعة، بينما يحتاج المريض إلى تدخل فوري وإجراءات مكثفة في حال الإصابة بالنوع سريع التفشي والانتشار. ويعدّ التشخيص من أهم خطوات العلاج، حيث يمكن للطبيب التعرف إلى وجود المرض من خلال الفحص التقليدي من فتحة المستقيم، بينما يمكن التيقن من وجود المرض عند إجراء تحرٍّ لنوع محدد من البروتينات في الدم، إذا ارتفعت معدلاته عن مستوى محدد يعكس بالضرورة احتمالات عالية بوجود الورم في الغدة، وفي الأغلب ينصح الأطباء بإجراء ذلك الفحص بصورة دورية ابتداء من سن الستين إلى نهاية العمر، بينما من النادر أن تكون إشارات المرض من النوعية المباشرة كالبول المدمم أو وجود دماء في الحيوانات المنوية، إذ لا تتجاوز نسبة المرضى الذين يعانون هذه الأعراض أكثر من 5%، بينما تختلف الأعراض إذا كان المرض قد انتقل بالفعل من الغدة إلى الغدد اللمفاوية. ومن أنسب الطرق لعلاج المرض الاستئصال الكلي للغدة ضماناً لعدم انتقال الورم إلى أعضاء الجسم الأخرى، إلا أن ذلك القرار يتطلب من الطبيب فهماً إلى المدى الذي ذهب إليه السرطان، و الأعراض الجانبية التي يمكن أن يسببها لخلايا الجسم الأخرى، علاوة على عوامل أخرى تتدخل في تحديد جدوى الاستئصال، مثل السن والحالة الصحية العامة للمريض والتاريخ المرضي لأسرته مع أمراض السرطانات بصفة عامة. ويستخدم الأطباء كذلك العلاج الكيماوي للحد من انتشار الخلايا السرطانية، ولكن الطبيب وحده هو من يحدد طريقة العلاج بناء على المعطيات التي يراها في الحالة، مع ملاحظة أن استئصال الغدة يؤثر سلباً في التحكم في التبول، كما يؤدي إلى تراجع الأداء الوظيفي للإنجاب بعد الجراحة. واكتشف العلماء منذ فترة طريقة جديدة لعلاج سرطان البروستاتا، أطلقوا عليها مشرط نانو، وتعتمد على إجراءات ذكية تصيب الخلايا المصابة بالسرطان وتتجنب الخلايا السليمة، مما يعني تجنب الآثار الجانبية المعروفة للجراحة التقليدية التي يتم بموجبها استئصال الغدة كلياً. وعدَّ المختصون أن تناول بعض المنتجات الطبيعية مثل الجزر والبروكولي من أهم أسباب الوقاية من الإصابة بذلك المرض؛ لاحتواء الجزر على مواد مضادة للأكسدة، علاوة على ثرائه بمادة البيتاكاروتين، كما تفيد الخضراوات بصورة عامة في الوقاية من كل أنواع السرطانات.

مشاركة :