موجة هبوط عاتية تضرب من جديد الأسواق العالمية

  • 2/12/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هبطت الأسهم الأميركية في بداية جلسة التداول أمس، مع فرار المستثمرين إلى الأصول الاستثمارية الآمنة، وسط شكوك في ما يتعلق بقوة الاقتصاد العالمي. وبدأ مؤشر «داو جونز» الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 139.16 نقطة، أو 0.87 في المائة، إلى 15775.58 نقطة. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقا 15.76 نقطة، أو 0.85 في المائة، إلى 1836.17 نقطة، في حين هبط مؤشر «ناسداك» المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا 63.35 نقطة، أو 1.48 في المائة، إلى 4220.24 نقطة. وزادت المؤشرات الثلاثة خسائرها في التعاملات المبكرة. من جهتها، سجلت كل البورصات الأوروبية بلا استثناء انخفاضا أمس بعيد افتتاح جلساتها على غرار أسواق المال في آسيا في أجواء من القلق المرتبط بنمو الاقتصاد العالمي. ومع الافتتاح، انخفضت بورصات فرانكفورت ومدريد وكوبنهاغن وهلسنكي وفيينا وأمستردام وبروكسل أكثر من ثلاثة في المائة. وبلغت نسبة التراجع في بورصة أثينا 6.26 في المائة، وفي ميلانو أكثر من خمسة في المائة، وفي باريس 4 في المائة. وعاد قطاع المصارف ليعزز القلق إلى جانب تراجع أسعار النفط وتباطؤ الصين، مع نشر نتائج لأدائه مخيبة لآمال السوق. وتراجعت أسهم مصرف «سوسيتيه جنرال» الفرنسي 13 في المائة، والمصارف الإيطالية «أوبي بانكا» 11.64 في المائة، ليعلق التداول بأسهمه لفترة قصيرة، و«في إم بي إس» 8.15 في المائة، و«ميديوبانكا» 7.65 في المائة، والإسباني «سانتاندر» 5.60 في المائة. أما «دويتشه بنك»، أكبر مصرف في ألمانيا، فقد اضطر لنشر بيان من أجل طمأنة المستثمرين إلى ملاءته. وقد تراجع اليوم 7.20 في المائة، بعدما سجل ارتفاعا بلغت نسبته 10.2 في المائة الأربعاء. والاتجاه نفسه سجل في لندن، حيث تراجع «ستاندراد تشارتر» 7.81 في المائة، و«باركليز» 5.28 في المائة، و«رويال بنك أوف اسكوتلند» 4.85 في المائة. ووصفت صحف ألمانية عدة الوضع بأنه «زلزال مصرفي». وبعد عطلة امتدت ثلاثة أيام لمناسبة العام الصيني الجديد، رد المستثمرون في هونغ كونغ بحدة على تراجع الأسواق العالمية في بداية الأسبوع. وتراجع مؤشر «هانغ سانغ» بنسبة 4.2 في المائة بعد دقائق من بداية المعاملات، وهو أدنى مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2012، وذلك قبل أن يعاود الارتفاع بشكل طفيف. وقبيل الظهر كانت نسبة تراجعه تبلغ 3.85 في المائة. لكن الوضع الدولي لا يبرر كل شيء إذ إن بعض المستثمرين قلقون خصوصا من تأثير الاضطرابات العنيفة التي تلت تفريق الشرطة لباعة جائلين في المستعمرة البريطانية السابقة، على السياحة. وقال ستيفن ليونغ، المحلل لدى مجموعة «يو أو بي كاي هيان»، لوكالة «بلومبرغ نيوز»، إن «الانخفاض حتمي لأن كل أسواق المال تراجعت خلال هذه الفترة (العطلة بمناسبة رأس السنة الصينية)، وما زالت المخاوف نفسها قائمة سواء في ما يتعلق بأسعار النفط أو القلق من انكماش». وأضاف أن «صورة هونغ كونغ تضررت إلى حد كبير» بالاضطرابات. وبدا الانخفاض واضحا في بورصات أخرى في المنطقة. فقد تراجعت بورصة سيول 2.4 في المائة، وبورصة سنغافورة 1.3 في المائة، بينما بقيت ويلينغتون وجاكرتا ومانيلا في هامش الخسارة. وسجلت بورصة سيدني ارتفاعا طفيفا نظرا لعمليات شراء. وانخفض مؤشر «سينسيكس» الهندي بأكثر من 3 في المائة أمس، عقب عمليات بيع كبيرة في الأسواق العالمية الأخرى. وقد أغلق المؤشر، الذي يضم أسهم 30 شركة مدرجة في بورصة بومباي، عند 22951.83 نقطة، متراجعا بنسبة 3.40 في المائة، ليصل لأدنى مستوى له منذ مايو (أيار) 2014. وقد باع المستثمرون أسهم الجهات المقرضة الحكومية ومنها بنك الهند. وكان الوضع مماثلا في البورصة الوطنية، حيث انخفض مؤشر «إس آند بي سي إن إكس نيفتي» بواقع 239.35 نقطة، أو ما يعادل 2.32 في المائة، ليغلق عند 6976.35 نقطة. وقال المحللون إن الأسهم الهندية انخفضت بسبب ضعف الأسواق المحلية بالإضافة إلى تراجع قيمة العملة الهندية الروبية أمام الدولار. وبورصات شنغهاي وطوكيو وتايبيه كانت مغلقة أمس. إلى ذلك، انخفض سعر الدولار الأميركي بعد الخطاب الحذر لرئيسة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جانيت يلين التي أشارت إلى المخاطر التي تشكلها التقلبات العالمية الحالية. وبعد تصريحات يلين، انخفض سعر الدولار مقابل الين إلى أدنى مستوى له منذ نهاية 2014. وكانت يلين صرحت أمام اللجنة المالية في مجلس النواب الأميركي بأن التطورات الاقتصادية في الخارج «تنطوي على مخاطر على النمو الأميركي». وأشارت خصوصا إلى «الشكوك المحيطة بسياسة الصرف» في الصين التي تتفاقم من «تقلبات أسواق المال». وكانت يلين صرحت أمام اللجنة المالية في مجلس النواب الأميركي بأن التطورات الاقتصادية في الخارج «تنطوي على مخاطر على النمو الأميركي». وأشارت خصوصا إلى «الشكوك المحيطة بسياسة الصرف» في الصين التي تتفاقم من «تقلبات أسواق المال». وانخفض سعر الدولار بعد هذه التصريحات إلى 113.40 ين الأربعاء، ثم واصل تراجعه أمس الخميس إلى 112.58 وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014. وانخفض سعر الدولار مقابل عدد من العملات في منطقة آسيا - المحيط الهادي، خصوصا الدولار الأسترالي والوون الكوري الجنوبي والروبية الإندونيسية والرينغيت الماليزي. وتراجع سعر برميل النفط الخفيف في آسيا، أمس الخميس، إلى أقل من 27 دولارا بعد نشر الأرقام عن المخزون الأميركي، الأربعاء، وبسبب الفائض في العرض من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وجاء التراجع على الرغم من أن التقرير الأسبوعي لوزارة الطاقة الأميركية أشار إلى انخفاض المخزون الأميركي من الخام 800 ألف برميل في الأسبوع الذي انتهى في الخامس من فبراير (شباط). وانخفض سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم مارس (آذار) في المبادلات الإلكترونية في آسيا 55 سنتا، ليصل إلى 26.90 دولار عند الساعة 2.15 بتوقيت غرينتش. وكان قد تراجع قبيل ذلك إلى 26.85 دولار. أما سعر برنت، النفط المرجعي الأوروبي لبحر الشمال تسليم أبريل (نيسان)، فقد خسر 32 سنتا وبلغ 30.52 دولار. وكان سعر النفط الخفيف انخفض في 20 يناير (كانون الثاني) إلى 26.19 دولار للبرميل قبل أن يغلق على 26.55 دولار في ذلك اليوم، في أقل سعر له منذ مايو 2003. وسجلت أسعار النفط تحسنا طفيفا بعد نشر التقرير عن المخزون الأميركي أول من أمس الأربعاء. وأشار المحللون إلى أن المستثمرين تأثروا بتقرير «أوبك» الذي أشار إلى زيادة إنتاج الكارتل بمقدار 130 ألف برميل يوميا في يناير.

مشاركة :