القدس - ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس، أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التقى مع أفينوعام إيمونا العسكري المرشح لرئاسة قوات 'الحرس الوطني' التي سيتم تشكيلها وستكون مشابهة لميليشيا الباسيج في إيران، وهي الذراع الأمني واليد الطولى للبطش والقمع. ويبحث غفير عن تشديد حزام التطرف في صفوف القوات التي يعتزم تشكيلها وقيادتها تحت مسمى الحرس الوطني وهي تشكيل شبه عسكري سيكون تابعا له ومستقل إداريا وماليا عن الجيش وقوات الأمن، بينما يأتي ذلك في خضم توتر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد قراره العودة لحظر زيارات غير المسلمين لحرم المسجد الأقصى في خطوة لاحتواء تصعيد خطير في القدس نددت به دول غربية وإسلامية. وقالت صحيفة 'هآرتس' الخميس دون تحديد يوم اللقاء "وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التقى مع مرشحه لرئاسة وحدته (الحرس الوطني)، التي تمت الموافقة عليها مؤخرا على الرغم من سياسة الجيش بعدم الاتصال بين قادة الجيش وكبار المسؤولين السياسيين دون موافقة مسبقة". وتابعت "الجيش الإسرائيلي وجَّه اللوم إلى أفينوعام إيمونا الذي من المتوقع أن يتقاعد من خلال ستة أشهر، بسبب اجتماعه غير المصرح به مع بن غفير". وأشارت إلى أنهما "ناقشا احتمال تعيينه كرئيس للحرس الوطني التابع لوزير الأمن القومي والذي قال منتقدوه إنه أقرب إلى ميليشيا شخصية لها سلطات شرطية". وجرى في وقت لاحق اطلاع قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي على فحوى لقاء بن غفير وإيمونا وهو الاجتماع الذي "انتهك الحظر المفروض على الاتصال المباشر بين جنود الجيش وكبار المسؤولين السياسيين". وأعلن إيمونا مؤخرا تقاعده من الجيش بعد أن أصبح واضحا أنه لن يحصل على ترقية، وفق 'هآرتس' التي قالت أيضا "أثار مقطع فيديو للقائد المتقاعد قريبا (إيمونا)، تم تسجيله أثناء الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة في عام 2014، موجات انتقاد في الأيام الأخيرة". وبحسب الصحيفة "في التسجيل، يمكن رؤية إيمونا وهو يعلن أمام مجموعة من الجنود عشية انتشارهم أنه من غير السار الليلة أن تكون عربيا... ستراهم يهربون معظم الوقت. اقتلهم وهم يفرون". وقالت هآرتس "إيمونا القائد العسكري الذي شجع الجنود على الابتسام والاستمتاع بقتل الفلسطينيين، يتنافس الآن على رئاسة وحدة الحرس الوطني الجديدة المثيرة للجدل والتي ستوظف حوالي 2000 حارس بنفس سلطة ضباط الشرطة". وكشفت أنه من المتشددين دينيا وهو ما يثير مخاوف من مخطط تصعيدي يقوده بن غفير وسيستعين فيه مستقبلا بـ'إيمونا' الذي لا يقل عنه تطرفا. وأوضحت الصحيفة أن من بين معارضي خطة تشكيل الحرس الوطني التابع لبن غفير، كلا من المفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار والمدعية العامة غالي باهراف-ميارا. إلا أن الجميع تفاجأ الأسبوع الماضي، بأن الحكومة برئاسة بنامين نتنياهو وافقت على تشكيل الحرس الوطني تحت مسؤولية بن غفير"، فيما يعتقد أن بن غفير ساوم نتنياهو على هذا المسألة مقابل بقائه في الائتلاف الحكومي. وكن قادة في المعارضة الإسرائيلية بينهم رئيس الوزراء السابق يائير لابيد قد وصفوا الحرس الوطني بأنه "ميليشيا بن غفير" و"بلطجية بن غفير"، وسط تحذيرات من خلق وزير الأمن الإسرائيلي أمنا موازيا للجيش والشرطة. وتأتي مباحثات بن غفير أفينوعام إيمونا وسط توتر بين وزير الأمن الوطني ورئيس الوزراء على خلفية قرار الأخير حظر دخول وزيارة غير المسلمين لحرم المسجد الأقصى خلال رمضان بعد صدامات ومواجهات دموية بين المصلين والمرابطين المقدسيين (في المسجد) والشرطة الإسرائيلية. واعتبر بن غفير أن قرار منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى هو خطأ فادح سيؤدي إلى التصعيد. وقال يوم الثلاثاء، إن "قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى هو خطأ فادح لن يجلب الهدوء بل قد يؤدي إلى التصعيد وسيشجع على التحريض والقتل". وتابع "غياب اليهود عن جبل الهيكل"، وهي التسمية اليهودية للمسجد الأقصى، "سيؤدي تلقائيا إلى تخفيف قوة الشرطة في المكان، ما سيخلق أرضا خصبة لمظاهرات حاشدة للتحريض على قتل اليهود". وقال "قد نشهد سيناريو إلقاء الحجارة على المصلين اليهود في الحائط الغربي"، في إشارة إلى حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى، مضيفا "عندما يضربنا الإرهاب، يجب أن نرد بواسطة ضربه بقوة هائلة، لا أن نستسلم له".
مشاركة :